الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الوالد الخرف .. نظرة طبية وشرعية

السؤال

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته.

لي أب مريض مرضاً عقلياً ويزعجنا كثيراً، فهو لا ينام طوال الليل ويكثر الكلام.
فبصفتي مسلم لا أستطيع أن أعق والدي رغم أنه في غير وعيه، ومن جهة أخرى أنا وأمي وأخواتي البنات لا نتحمله وهو في هذه الحالة.
مع العلم أن المؤ سسات الحكومية وخاصة المستشفيات لا تريد التكفل به، بحجة عدم وجود أماكن شاغرة أو نقص في الأدوية.
وبصفتي مؤمناً لا يمكنني أن أعق والدي بطريقة أو بأخرى مهما كانت الظروف، ولكني بشر ولكل حاجة حدود.
هل يجوز لي مثلاً أن أهجر المنزل أنا وعائلتي أم ماذا أفعل؟



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على رسالتك، ونقول لك وبكل إصرار أن لا تهجر المنزل، بل على العكس، فقد فتح الله لك باباً من أبواب البر وطريقاً من طرق الخير، حيث إن رعايتك لوالدك مهما كانت صحته العقلية يعتبر واجباً شرعياً، وحتى بمقاييس الدنيا هو كذلك، ومن الناحية النفسية فإن تركك لوالدك سوف يأتي بنتائج سلبية على صحتك النفسية، تتمثل في الشعور بالذنب الذي ربما لا يفارقك مدى الحياة في حالة إقدامك على ترك والدك، وعلى العكس تماماً ستكون عنايتك بوالدك، والإشراف عليه، والصبر على تصرفاته دافعا وحافزا نفسياً إيجابياً لك علي المدى الطويل.

أنا أتعاطف معك جداً لأني أعرف تماماً أن العيش مع مريض عقلي ليس بالأمر السهل، ولكن يجب أن لا ننسى أن هذا هو والدك، وفي نفس الوقت أقول لك إنه يمكن مساعدة والدك كثيراً من الناحية العلاجية، فبفضل الله توجد الآن علاجات فعالة جداً، وحتى وإن لم تسمح إمكانياتكم بالحصول على أدوية جديدة فيمكن الحصول على بعض الأدوية التي ظلت متداولة لسنوات، وهي فعالة جداً وزهيدة الثمن في نفس الوقت، وأقترح لك إعطائه دواء يعرف باسم ( ميلاريل ) يمكن أن يتناوله بواقع 50 ملمجرام يومياً، ويمكن أن تزاد الجرعة لتصل 200 مليجرام في اليوم إذا لم تهدأ حالته، وهذا الدواء سوف يساعده إن شاء الله كثيراً حتى وإن لم يدخل المستشفى.
كما أود أن أنصحك أن تتناوب أنت ومن معك بالمنزل على الإشراف عليه، وأرجو أن تذكر من حولك بضرورة بره والحذر من العقوق، وأن تحتسبوا الأجر عند الله تعالى.

وتذكر يوم أن تكون كبيراً، فمن عق والده، أوشك ولده أن يعقه!

وبالله التوفيق.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا هارون إدريس محمد

    جزاك الله خير الجزاء ، نسأل الله ذلك ، وإن الله مع الصابرين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً