الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفكار الغريبة عند الطفل

السؤال

إني متزوجٌ فرنسية، وأعيش في كندا، ولدي ولد وبنتان: 6 و3 سنوات.
كل يوم أحاول أن أحفظهم القرآن، وأكلمهم عن أمور عديدة، من بينها أفكار الشيطان، وكيف يجب محاربتها؛ فقال لي ابني: إن الشيطان قال له في أحد الأيام: "أقتل أباك"، أقول لكم الحقيقة، أني خفت، فهل القرآن وراء ذلك أم لا!؟ هل هذه الفكرة التي مرت برأس ابني؛ نتيجةَ المفاهيم الجديدة التي علمته إياها عن الشيطان والوسواس، وهل أواصل تحفيظه القرآن؟ وهل من العادي أن يفكر ابن ست السنوات في مثل هذه الأشياء!؟ من فضلكم، ساعدوني! فإني حائر، وخائف!
ولكم جزيل الشكر!.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عز الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يجعل الصلاح ميراثاً في ذريتنا إلى يوم الدين، وأن يرزقنا السداد والرشاد.

شكر الله لك هذا الحرص على الخير، فليس كل الآباء عندهم مثل هذه الرغبة في تعليم أولادهم القرآن وأحكام الإسلام.

وعندما يكون الأطفال في البلاد الغربية فعلينا أن نسارع بغرس قيم الإسلام قبل أن يحصل التأثير السلبي من البيئة المحيطة.

وأرجو أن تجعل التركيز على حفظ القرآن أولاً، واحرص كذلك على غرس ثوابت العقيدة بأسلوب بسيط، وقد يكون عرض أفكار الشيطان أكبر من عقول هؤلاء الصغار، كما أن التركيز في الحديث عن الشيطان وتضخيم عمله وأثره ليس بصحيح، فكيد الشيطان ضعيف ولا سلطان له على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

وطبيعة الطفل في هذه المرحلة فيها شيء من الميل إلى الخيالات، ولعل السبب في هذا الكلام هو تضخيمك لدور الشيطان وأثره، وعليك أن تعلمه وتبين له أن على المسلم مخالفة وساوس الشيطان، وأن الطفل المسلم يُشفق على والديه ولا يرفع السلاح في وجه أي مسلم، فقتل النفس لا يجوز، وإذا جاءك مثل هذا الوسواس فقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

ولا داعي للقلق والخوف، والمطلوب هو إعادة النظر في الأشياء التي يُشاهدها هذا الطفل في وسائل الإعلام، ومن جانبك الرجاء التركيز على حفظ القرآن، واغرس في نفس أبنائك سماحة الإسلام، ورسّخ في نفوسهم معاني البر والوفاء للوالدين، وضرورة الحب لكل مسلم.

وإذا جاءت للطفل أفكار مثل هذه، فعليك إهمالها والتغافل عنها؛ لأن الطفل إذا شعر أنك خائف أو مهتم سوف يتمادى في مثل هذه الأفكار، ويُلفت الأنظار، وكل ممنوع مرغوب.

ولا توجد أي آثار سلبية لحفظ القرآن، فعليك بمواصلة الاهتمام بتدريس القرآن لأولادك، فهو السبيل إلى نجاحهم في الدنيا والآخرة، وقد ثبتت آخر الدراسات أن القرآن يزيد في الذكاء، ومن الذي أقبل على كتاب الله ولم يوفقه الله؟!

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم الذرية، وأن يرزقنا السداد الرشاد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً