السلام عليكم

أعاني من قلة التركيز، فحينما أكون في الفصل أكون مغيب العقل، كأنني أصبحت عدماً، وأيضاً أعاني من ضعف الإرادة، بحيث أنني لا أستطيع أن أجلس في المكتب للدراسة أكثر من 15 دقيقة، فأحس بالضجر والضيق، وأيضاً عندما أصاب بابتلاء تأتيني أفكار بأن الله غير عدل! فأحاول طردها فلا أستطيع، ثم إنني أجد صعوبة في مسامحة الغير، وأيضاً أحس بالخوف وارتعاش حين التحدث أو المشاركة أمام الناس.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمن الواضح أنك تعاني من درجة عالية من القلق النفسي، وهذا القلق النفسي أدى إلى ضعف التركيز، وجعلك أيضاً تكون عرضة للأفكار السالبة التي ذكرتها، وهي أيضاً تحمل الطابع الوسواسي.

أخي الفاضل الكريم: لا شك أنك في عمر صغير ومثل عمرك هو العمر الذي تتوفر فيه الطاقات النفسية والجسدية والتي لابد من استغلالها على الوجه الأكمل.

أنصحك بممارسة الرياضة، يجب أن تمارس الرياضة بصورة مستمرة وبصورة جادة؛ لأن الرياضة تقضي إن شاء الله على الطاقات النفسية السلبية وتجعل الإنسان أكثر قبولاً وأكثر استرخاءً وتركيزاً.

ثانياً: عليك دائماً استشعار أهمية الأمور، ضع خارطة ذهنية يومياً تطبق من خلالها الواجبات التي من الضروري أن تقوم بها، أي تكون هنالك خطة واضحة: ما الذي تريد أن تفعله؟ وما هي الأشياء التي أنت ملزم بالقيام بها؟ لا شك أن الدراسة يجب أن تكون أحد هذه المكونات الرئيسية للخارطة الذهنية، وخصص أيضاً وقتاً للنوم، ووقتا للرياضة، ووقتا للتواصل، ووقتا للترفيه عن النفس، هذا مهم وضروري جدّاً.

ثالثاً: هناك أوقات طيبة للدراسة خاصة الصباح الباكر، بعد صلاة الفجر مثلاً إذا درست ساعة واحدة، هذه الساعة إن شاء الله تعادل في ذاك الوقت ساعتين أو ثلاثة مقارنة بالأوقات والأزمان الأخرى. فخصص هذا الوقت وسوف تجد فيه خيراً كثيراً.

رابعاً: حاول أن تلجأ إلى المذاكرة الجماعية، ولا شك أنه لديك زملاء ولديك أصدقاء في مكان الدراسة، اتفق مع من تثق بهم وذلك من أجل اللقاء مرتين أو ثلاثة خلال الأسبوع من أجل الدراسة الجماعية.

خامساً: أن تكون لك قدوة حسنة – وهذا مهم جدّاً – فتخير من الأصدقاء أو من أهل المنزل أو من تعرف شخص أو شخصين تقتدي بهما، يكونان من الصالحين والناجحين والمتفاعلين، وهذا يا أخي لا شك أنه سوف يشكل دافعاً إيجابياً بالنسبة لك.

سادساً: الأفكار الوسواسية التي تأتيك، هذه حاول أن تحقرها، أن تطردها وأن تتجاهلها، هذه هي الأسس الرئيسية لعلاج مثل هذه الحالات.

هناك علاجات دوائية تقضي على القلق والتوتر وإن شاء الله من خلال هذه العلاجات تجد نفسك أنك أكثر استرخاءً وأكثر انفتاحاً على ذاتك، وهذا إن شاء الله يزيد من قبولك للدراسة والمذاكرة.

الدواء الذي أنصحك بتناوله يوجد في المغرب، ويسمى تجارياً باسم (ديروكسات Deroxat) ويسمى أيضاً تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine).

تناول هذا الدواء بجرعة نصف حبة يومياً، الحبة تحتوي على عشرين مليجراماً، أي تناول نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة يومياً واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية السليمة والممتازة، وبما أنه لديك أيضاً شيء من الخوف والارتعاش حين تواجه الآخرين أو حين التحدث، فالزيروكسات سوف يفيدك في هذا السياق، ولكن يجب أن تضيف إليه دواء آخر بسيطاً يعرف تجارياً باسم (إندرال Iinderal)، ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

ولابد أن تُفعّل من تواصلك الاجتماعي. نحن نركز كثيراً على ممارسة الرياضة كما ذكرنا لك، ويا حبذا لو كانت رياضة جماعية. أيضاً حضورك لحلقات التلاوة في المساجد، هذا إن شاء الله يجعلك تتواءم اجتماعياً وتحث بالراحة والاسترخاء، ولا شك أن قراءة القرآن تحسن من التركيز.

أخيراً أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.