الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعور بألم في الصدر وضيق في التنفس وعلاقته بالقلق النفسي وكيفية علاجه

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاماً، أشعر منذ سنتين تقريباً بألم في منطقة الصدر مع ضيق في التنفس، حيث ينقطع عني التنفس فترة ثم يعود، ذهبت للمستشفى فقالت الطبيبة: إن السبب هي الحالة النفسية من ضيق وعصبية، مع العلم أني لا أعاني من أية أمراض أخرى، وقد أصبت في فترة بفقر الدم - والحمد لله - تناولت الأدوية وتحسنت حالتي، مع العلم أني لم أشعر بهذا الألم إلا بعد أن قمت بعمل ريجيم لتخفيض وزني.

أتمنى إفادتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم هيثم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

القلق النفسي هو من الأمراض الشائعة جداً، وهو من أكثر الحالات التي تؤدي إلى شعور بالضيق خاصة في منطقة الصدر، وكذلك الضيق في التنفس، والذي يحدث هو أن التوترات النفسية الداخلية - حتى وإن كانت بسيطة - تنعكس لدى بعض الناس وتؤدي إلى انقباضات عضلية، وأكثر العضلات التي تنقبض هي عضلات الصدر وعضلات أسفل الظهر وفروة الرأس وعضلات القولون، لذا نجد أن حالات الألم الذي نسميه الألم النفسوجسدي منتشرة جداً في أجزاء الجسم التي ذكرناها.

أيتها الفاضلة الكريمة: ليس من الضروري أن يظهر القلق في شكل توتر وانفعال ونوبات غضب وإثارة سلبية، القلق حتى وإن كان بسيطاً ربما يظهر في شكل انقباضات عضلية، مثل الذي حدث لك.

بالنسبة لموضوع الحمية الغذائية، ربما تكون لعبت دوراً في ظهور هذا القلق، ولأن التغيرات الفسيولوجية الداخلية التي تحدث مع الرجيم قد يكون لها أثر سلبي على النفس، خاصة إذا كانت هذه الحمية من النوع الشديد والصارم.

أيتها الفاضلة الكريمة: الموضوع إن شاء الله علاجه سهل، وسهل وجداً، وهو أنك الآن فهمتِ التشخيص، ولا داعي أبداً أن تذهبي إلى أطباء القلب أو الصدر، هذا فيه مضيعة للوقت ويؤدي إلى الإصابة بالشكوك والأمراض الوهمية.

ثانياً: هنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء تفيد بصورة واضحة في مثل هذه الحالات، وهي للتدرب على هذه التمارين أن تتصفحي أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية القيام بتمارين الاسترخاء، وهنالك طريقة تعرف باسم جاكبسون للاسترخاء تعتبر من الطرق الجيدة جداً، كما أن الكثير من المكتبات في المملكة العربية السعودية مثل مكتبة جرير زاخرة بالكتب والأشرطة والسيديهات التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.

ثالثاً: سيكون من الأفضل أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، ومن الأدوية التي ننصح بها في مثل هذه الحالة دواء يعرف باسم فلوناكسولFlunaxol الاسم العلمي فلوبنتكسول Flupenthixol والجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة جداً، وهي أن تبدئي بتناول حبة واحدة من فئة الحبة التي قوتها نصف مليجرام، تناوليه في الصباح لمدة أسبوعين ثم اجعليها حبة صباحاً ومساء لمدة شهرين، ثم اجعليها حبة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهذا دواء بسيط وسليم ومفيد جداً.

لم يبقَ إلا أن أقول لك وأؤكد لك مرة أخرى أن هذه الحالة بسيطة، وإن شاء الله سوف تزول باتباعك للإرشادات السابقة وتناول الدواء الذي وصفناه لك، وأنا بالطبع سعيد أنا أسمع أنك قد قمت بعلاج فقر الدم.

بالنسبة لبرامج تخفيف الوزن لا بأس في ذلك، ولكن يفضل اتباع النظم البطيئة وليست البرامج المكثفة والحادة وقصيرة المدى، وممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة لاشك أنها سوف تكون إضافة علاجية جيدة فيما يخص الانقباضات العضلية التي تعانين منها، وكذلك في توازن الوزن.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً