الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من اكتئاب وعزلة شديدة؛ فكيف نخرجه منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله ألف خير على ما تقدمونه من خير ومساندة في مجال الاستشارات النفسية.

سؤالي هو: لدي أخ أصيب بنوبة اكتئاب شديدة وانطواء، ولا يذهب إلى عمله، ومعظم الوقت ينام في غرفة مظلمة، علما بأنه لا يكون نائما، ويشعر بهلع عند الخروج من البيت، ولا يريد أن يكلم أحدا منا، والطامة أنه أصبح لا يتحكم في بوله، ذهبنا إلى طبيب ووصف له علاج سيبرالكس 10 ثم 20، بعد أسبوعين من استخدام العلاج، وكذلك تفرانيل 25 لمدة شهر، ثم 75 لمدة 3 أشهر، وبعدها 25 لثلاثة أشهر أخرى.

أخي منذ أسبوعين على هذا العلاج، ولكن لم يخرج من الغرفة حتى الآن، إلا في حالات قليلة وبإلحاح منا، أرجو من الله أن تردوا علينا، هل يستمر على هذا العلاج أو نضيف له شيئا آخر؟ خصوصا أنه يعاني من تشتت ذهني وهلع لمجرد أن نقول له أن يذهب إلى عمله.

والله المستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لأخيك العافية والشفاء.

المعلومات التي أوردت مفيدة جداً فيما يخص الأعراض التي يعاني منها أخوك، ووضعه الحالي والعلاج الذي وصف له، ولكن هنالك خيوطا كثيرة مفقودة، مثل هذه الحالات لابد أن ينظر فيها ويتم فحصها، وأن يتم على ضوء ذلك الوصول إلى التشخيص النهائي.

حالة الاكتئاب الشديدة قد تؤدي إلى انطواء، وهنالك نوع معين من الاكتئاب يعرف بالاكتئاب الذهاني، بمعنى أن الإنسان لديه شيء من الاضطراب العقلي، مع سيطرة الكرب والكدر عليه، وهذا النوع من الاكتئاب يعتبر مطبقاً وقوياً وشديداً، لكنه أيضاً قد يستجيب للعلاجات بصورة جيدة إذا وضعت له خطة العلاج السليمة، وتشتت الذهن علة رئيسية وعرض مهم وهذا يجعلني أميل أكثر أن هذا الأخ مصاب باكتئاب ذهاني.

الهرع والخوف الذي يعاني منه هذا الأخ - شفاه الله - أعتقد أنه علة ثانوية وليست علة رئيسية، هو نتاج إما أن حالة بالفعل هي اكتئاب مطبق شديد، أو أنه يعاني من اكتئاب ذهاني.

الأدوية التي أعطيت له هي أدوية جيدة (السبرالكس والتفرانيل) لا بأس بها، لكن ربما يكون هذا الأخ في حاجة إلى جرعة من أحد الأدوية المضادة للذهان كدواء تدعيمي، يعرف تماماً أن الاكتئابات الذهانية لا تستجيب فقط لمضادات الاكتئاب، ولذا كل المعايير العلاجية الدوائي الجيدة والرصينة تحتم إضافة مضادات الذهان وبجرعة صغيرة إلى متوسطة، وهذه الإرشادات التي ذكرتها لك ليست جديدة، وهي معروف لدى الأطباء النفسيين.

أنصحك بأن تستمر على العلاج، ويعرف تماماً أن النتائج الإيجابية للعلاج الدوائي في مثل هذه الحالات لا تظهر قبل ثلاثة إلى أربعة أسابيع، الآن ربما يتحسن النوم، وربما يقل خوفه، لكن الحالة بجوهرها سوف تظل موجودة - وإن شاء الله تعالى - تبدأ في التلاشي، نصيحتي أن تتواصل مع الطبيب الذي قام بفحصه، وأن يكون هنالك تواصل فيما بينكم وبين الأخ الطبيب لإطلاعه على تقدم حالته أو تأخرها، ومدى حاجة هذا الأخ لتعديل الدواء.

سوف يكون من الأفضل الجيد إذا تم إجراء بعض الفحوصات العامة للتأكد من مستوى الدم ووظائف الغدة الدرقية، لا أعتقد أنه يعاني من اضطراب عضوي، لكن هذه الإجراءات الفحصية تعتبر مكملة للعلاج النفسي والطبي الصحيح.

أسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً