الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتتعسر خطبتي لأن أبي قمَّار؟

السؤال

السلام عليكم

لا أعرف من أين أبدأ، ،أنا والحمد لله فتاة ملتزمة أبي هو شخص صالح، ولكنه يلعب القمار، حاولت جاهدة أن أمنعه لكن بدون جدوى، بحيث لم يبق لي إلا الدعاء لله لكي يهديه إلى الصراط المستقيم.

المشكلة هو أنني في سن الزواج والحمد لله فأنا أرفض إنشاء علاقة مع الشباب, منذ فترة جاءني عرض زواج من شخص متدين، وتم التعارف بيننا بعد موافقة الأهل, وكانت الأمور تسير بما يرضي الله, ولكنه فجأة لم يعد يتصل، وبعدها بأيام أرسل رسالة عبر الهاتف يقول لي بأنه غير مرتاح للأمر, وأنه لن يستطع الإتمام في أمر الزواج، استغربت حقا من تصرفه، فلقد تصرف وكأنني صاحبته، مع أن هذا غير صحيح, فأنا تعرفت عليه بعد أن أرسل أهله لطلب يدي، ولم أره إلا مرتين بحضور أخي.

المهم هو أن هذا الأمر جعلني أفكر بأنه ربما سبب ذلك هو معرفته بأمر أبي، فأنا لم أخبره، وذلك ليس أنني لم أرد إخباره، ولكني كنت أنتظر الوقت المناسب لذلك.

سؤالي هو هل إذا تقدم أحدهم -وأرضى دينه- هل يجب أن أخبره من البداية؟ وهل يجب أن أؤاخذ بذنب أبي؟ وكيف لي أن أساعد أبي على الهداية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإننا نسأل الله أن يقر عينك بصلاح والدك وهدايته، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، والله سبحانه يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وأحسن من قال:

(من الذي ما ساء قط *** ومن الذي له الحسنى فقط).

والشاب سوف يتزوجك أنت، ونحن ننصحك بالمحافظة على ما أنت عليه من الخير، وقد أسعدتنا بقولك عن الشباب ورضاك بصاحب الدين، وسوف يعوضك الله خيرًا، ولعل في انسحابه المبكر خير لك وله، لأن مسألة الزواج لا بد فيها من الاقتناع الكامل لأن رحلة الحياة طويلة، ولا بد من أسس ثابتة، وليس من الضروري أن يكون لانسحابه سبب، والمسألة عادية، فكثير من الشباب يتقدموا ثم يتوقفوا، وهذا ليس صواب لأن بنات الناس لسن لعبة، والإنسان لا يرضى مثل هذا الموقف لأخواته؛ فكيف يرضاه لبنات الناس، فاتقي الله واصبري، ولا تحزني وتوجهي إلى الله الوهاب القدير سبحانه، واسأليه الزوج الصالح، واسأليه أن يهدي الوالد؛ فإن قلب والدك وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها سبحانه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً