الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني كثير الحركة ومندفع وكثير السؤال، فهل هو مصاب بمرض فرط الحركة؟

السؤال

يبلغ ابني من العمر أربع سنوات، ذكي جدا، يسأل كثيرا, كثير الحركة، مندفع، ويبدو وكأنه لا يسمع من يحدثه، أي شيء ممكن أن يشتت انتباهه، لم يسبق أن عرضته على طبيب نفسي, مجرد أني قرأت حول هذا الموضوع، ولأنه كثيرا ما يثير أعصابي حتى في أدنى نشاط، ممكن أن تقوم به، وأرغب في مساعدته كثيرا، فهل من الممكن أن يكون مصاباً بمرض فرط الحركة، وتشتت الانتباه؟

أرشدوني في كيفيه التعامل معه.

وجراكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ باسمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنصحك ألا تتعجلي أبدًا في أن تعتقدي أن ابنك مصاب بداء فرط الحركة، وتشتت الانتباه، وذلك لسبب بسيط، وهو أن كثيرًا من الأطفال لديهم شيء من كثرة الحركة والاندفاعية، ومعظم هذه الحالات لا تنطبق عليها الشروط والمعايير التي تستعمل لتشخيص تشتت التركيز وفرط الحركة.

حالة الطفل وحسب ما ورد في رسالتك ربما تكون عادية جدًّا في هذه المرحلة، وشيء معقول من كثرة الحركة لدى الأطفال يجب أن نقبله، ويجب أن نحفز الطفل ونشجعه ونشعره بالأمان، ونجعله يتفاعل مع الألعاب ذات الطابع التعليمي، وكذلك تتاح له الفرصة لأن يختلط ببقية الأطفال، هذا يساعده إن شاء الله على التركيز وعلى تقليل إفراط الحركة.

فإذن أنصحك بأن تتعاملي معه على هذه الأسس، ولاحظي على ابنك إن كان ليس لديه أي أنشطة تجذب انتباهه، وتقلل من حركته، ففي مثل هذه الحالة لابد أن تعرضيه على الطبيب النفسي، مثلاً: الطفل الذي تكثر حركته، لكنه لا يصل إلى مرحلة داء فرط الحركة يستطيع أن يجلس للتلفزيون مثلاً لفترة خمس إلى عشر دقائق، يشاهد برامج أطفال أو أي شيء جاذب له، هذا واحد من المقاييس البسيطة جدًّا لمقدرة الطفل على الانتباه والتركيز، وحتى إن كان الطفل مشاغب وكثير الحركة في أوقات أخرى، فهذا لا يعني أنه مصاب بداء فرط الحركة.

فإذن أرجو ألا تنزعجي، أتمنى أن تكون مرحلة عارضة في مرحلة الطفل، طبقي ما ذكرته لك من نقاط إرشادية، وفي ذات الوقت سيكون من الجيد أن تراقبي النظام الغذائي للطفل، فإن هنالك بعض الأطعمة قد تثير بعض الأطفال، مثلاً الشكولاتة، وأي مركب يحتوي على مادة الكافيين، هذه قد تثير الأطفال وتزيد من حركتهم، فيجب أن نكون حريصين في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله أن يحفظه وأن يجعله قرة عين لكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً