الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أخبر من سيأتي لخطبتي بالماضي الذي كنت فيه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا بنت أدرس في الجامعة، يشهد علي الله أني لم أكن أحب أن أكلم الأولاد -لا في الهاتف ولا في الجامعة-، ولكني منذ أن دخلت النت -لعنة الله على الشيطان-، تعرفت على شاب أحببته، وبدأت أتحدث معه على الهاتف فيما يغضب الله، لكن أنا كنت أتحدث معه على أساس أنه سيأتي ليخطبني، ولكن أهله لم يوافقوا على الخطبة، وبعدها استمرينا في التحدث قليلاً، ثم تركنا بعضنا.

يشهد علي الله أني نادمة على ما فعلت، وكل ما أتحدث مع أحد بهذه القصة يقولون: أنت خلاص فعلتيها وأصبحت بنتا سيئة! هذه المعاملة تزعجني كثيراً، صحيح أني أخطأت، ولكن ليس بالضرورة أن يذكروا ما حصل في كل مرة. وأريد أن أستفسر هل لو جاء شخص وتقدم لي، هل من الضروري أن أحكي له ما حصل لي من قبل أو لا؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يرعاك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.

وبخصوص ما سألت عنه -أيتها الأخت الفاضلة- فما كان يجوز منك وأنت الأخت التقية المسلمة أن تقعي في مثل هذا الأمر المحرم، خاصة وكثير من الفاضلات اللاتي كن يتمتعن بأخلاق وسلوك قويم بدأت حياتها في غلطة كهذه، فصار الأمر بها إلى الهاوية حين اكتشفت إحداهن أن الذي كان يحدثها ويتلاعب بعواطفها كان يفعل ذلك مع أخريات غيرها لغرض دنيء، لكنها اكتشفت بعد أن افتضح أمرها، وعزف الخطاب عن بيتها، وتقول الناس بما لم يصدر عنها، وأصبحت عانساً تلاحقها في كل مكان تذهب إليه ريح معصيتها.

فالحمد لله الذي سترك أختنا الفاضلة، والشكر له أن أيقظك سريعاً من هذا الكابوس المخيف، والواجب عليك الآن عدة أمور:

أولاً: التوبة الصادقة التي لا تعرف الرجوع ولا الانتكاس إلى ما مضى، وأن تضعي في حسابك أن الله يستر العبد إذا لم يصر على المعصية.

ثانياً: الإكثار من النوافل والدعاء والذكر، فإن الحسنات يذهبن السيئات كما أخبر الله تعالى.

ثالثاً: وضع الجهاز الذي فيه الانترنت في مكان عام أمام الجميع حتى لا يدفعك الفضول إلى التعرف ثم إلى العودة إلى ما كنت عليه -والعياذ بالله-.

رابعاً: لا تحدثي أحداً بما قد وقعت فيه من خطأ، واجتهدي في النسيان، وإذا جاءك خاطب فلا تخبريه حتى لو سألك لا تخبريه، حتى لو أقسم عليك أن ليس لك ماض أقسمي على ذلك وكفري عن اليمين دون أن تخبريه بشيء.

نسأل الله أن يسترنا أجمعين، ونحن سعداء بتواصلك معنا والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً