الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سريعة التعرف على الناس لكني لا أستطيع إكمال التواصل معهم!

السؤال

السلام عليكم..

مشكلتي وباختصار: أنني في الجمعات والحفلات سريعة الدخول في الشخصيات، وسريعة التعرف على الناس، ولكني سرعان ما أنطوي على نفسي، وأقطع هذا التواصل، حتى في نظري، فأنا لا أستطيع النظر إلى أعين الناس طوال الوقت، فتراني أقلب نظري للجهة الأخرى، وأستغرب أحيانا من نفسي، وأحس بالتشنج في داخلي، وفي أحيان يصيبني التلعثم في بعض الكلمات.

سؤالي هو: كيف أخرج من هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم بدر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا.

واضح أن عندك صفة جيدة من حسن التواصل الاجتماعي والتعارف مع الناس، ولكن يبدو أيضا أن عندك درجة خفيفة من الارتباك أو الخوف أو الرهاب الاجتماعي، حيث تشعرين ببعض الارتباك والانعزال وضعف التواصل البصري مع الآخرين، والشعور بالتشنج الداخلي، والتلعثم في الكلام، فهذه كلها بعض أعراض الرهاب الاجتماعي.

وفي الخجل والرهاب الاجتماعي يضطرب الإنسان عند الحديث مع بعض الناس، وخاصة من الكبار والمسئولين، كالمعلمين، والعلماء، والرموز الاجتماعية، وقد يشعر أيضا بالارتعاش، واحمرار الوجه، وجفاف الفم، وقد يجد صعوبة في النظر في وجه هؤلاء الأشخاص، أو حتى في القدرة على الكلام، وإيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عما في نفسه.

بينما نفس الشخص لا يجد أي صعوبة في الحديث مع أفراد أسرته وأقربائه وأصدقائه، حيث يكون حديثه معهم عاديا وطبيعيا، ومن دون أي خجل أو ارتباك.

والخطأ الذي يقع فيه الكثيرون ممن يعانون من الخجل الاجتماعي هو: أن يبدأ بتجنب المواقف التي تربكه أو تشعره بالخجل، أو تجنب هؤلاء الأشخاص الذين يخجل أمامهم، ظنا منه أن هذا التجنب يحسّن هذه الحالة، والعكس هو الصحيح، حيث يزداد هذا الرهاب، وقد يمتد ليشمل مواقف اجتماعية أخرى، وهذا ما يدفعه للمزيد من التجنب، حتى يجد نفسه ممتنعا عن كثير من الأنشطة واللقاءات الاجتماعية، وقد يصل لحالة يجد نفسه أسير البيت لا يخرج منه إلا نادرا.

والحل الأمثل: أن تحاولي اقتحام مثل هذه المواقف، وأن تختلطي مع زملائك وأصدقائك في الجامعة وغيرها، فهذه فرصة مناسبة للتدريب على مثل هذه المواجهات، وعلى هذه الأحاديث، وتقوم هذه الممارسة على أنجع طرق العلاج، وهي العلاج النفسي المعرفي والسلوكي، من اقتحام ومواجهة ما يخافه الإنسان، حتى يعتاد على مثل هذه المواجهة، ومن خلال الوقت ستجدين نفسك في حال أفضل من الثقة في نفسك عند الحديث مع الآخرين، والنظر في وجوههم، ومن دون أي حرج أو ارتباك.

وفي هذا الموقع الكثير من الأسئلة والأجوبة حول الرهاب الاجتماعي، وكذلك هناك الكثير من الإرشادات العملية في كيفية التعامل مع الرهاب، وكذلك في الحالات الشديدة، ولا أظنها موجودة عندك.

ويمكن للطبيب النفسي أن يصف أحد الأدوية المناسبة للقلق، والتي يمكن أن تحسّن من الظروف العامة للشخص، مما يمكن أن يخفف الخجل، أو الرهاب الاجتماعي.

خفف الله عنك، وشرح صدرك لمواجهة ما تشعرين به من هذا الخجل والارتباك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً