الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطيبي شخص لا يبالي وكسول، فهل أتركه أم ماذا أفعل معه؟

السؤال

السلام عليكم..

خطيبي كسول، ولا يعمل، وطول الوقت يقضيه على النت، ولديه ديون متراكمة منذ سنتين، وحاولت أن أصبر معللة نفسي بأن الزوجة الصالحة هي التي تصبر على زوجها في السراء والضراء، ولكني مللت الانتظار، فهل أتركه أم أهدده؟

أحتاج لنصحكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ shadaaaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ويُسعدنا أن نؤكد أن مسألة حيوية الخاطب وتحمله المسؤولية وقيامه بواجباته قاعدة أساسية، فكيف يجلس على النت وهو يعلم أن السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فضة، وهذه من المسائل الهامة جدًّا التي لا بد أن نتحراها في زوج المستقبل، وأن يكون عنده قدرة على تحمل المسؤولية، فليست المشكلة أن تكون على الإنسان ديون أو أن يكون وضعه المادي ضعيفا، ولكن المشكلة ألا تكون له همة، وألا تكون له مسؤولية، وألا يبذل الأسباب ولا يتحرك، فهذا هو الذي لا يمكن أن يُقبل.

ولذلك لا مانع من أن تكوني واضحة جدًّا معه في هذه المسألة، بل ينبغي لأهلك أن يتدخلوا ليكونوا واضحين، لأنا لا نريد لفترة الخطبة أن تستمر بهذا الطول وبهذه الطريقة، ونؤكد لك أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، فلا تقدمي له تنازلات، ولا تفتحي له الأبواب لكثرة الزيارات والتوسع في المكالمات، حتى ينصرف إلى الجِد، وحتى ينصرف إلى العمل، فإن أرادك فعليه أن يعمل ويجتهد كما يعمل الشباب وكما يعمل الرجال، حتى يخرج مما هو فيه، وحتى يُثبت أصلاً أنه أهل للمسؤولية وأهل لتحمل تبعات المسؤولية، وقد ضحيت وأنت مشكورة، ولكن هذه التضحيات ينبغي أن يقابلها تضحيات مضاعفة منه هو، فهو الرجل وصاحب الشأن، وصاحب القِوامة في البيت مستقبلاً.

لذلك نحن نؤيد فكرة حسم هذه الأمور والتكلم حولها بوضوح، وبناء المستقبل على ما يحصل منه من تحرك، ومن اندفاع، ومن اجتهاد، ومن بذل للأسباب، وسير في هذا الاتجاه، فقد تتزوج الفتاة برجل عليه ديون – ولا عيب –، ولكن العيب في أن يكون من عليه ديون لا يتحمل المسؤولية، ولا يريد أن يؤدي الواجبات، وغدًا ستزداد الواجبات، وسيأتي أطفال، وستكون هناك زوجة، وعليه مسؤوليات أسرية، فإذا كان لا يتحمل مسؤولية نفسه وحده فكيف ننتظر منه بعد ذلك أن يتحمل المسؤوليات الكبرى؟

هذه من المسائل التي نتمنى أن تُطرح بهذا الوضوح وبهذا الشمول، وأن يكون لك مواقف واضحة جدًّا؛ لأن هذا يضيع عليك الوقت، فإما أن يتحول إلى إنسان منتج حريص على العمل والإنجاز والإبداع والتقدم، وإلا فلا تضيعي الوقت، ولا تجري خلف السراب، مهما كانت الجوانب الأخرى الموجودة، إلا أن أمثالك ستجد من الصالحين المفلحين من يُكمل معها المشوار، وهنا سيتضح لك أيضًا مكانتك عنده، فإذا كان هو صادق في ميله إليك؛ فسيضحي ويتحرك ويُصر على أن يبدأ فعلاً صفحة جديدة وحياة جديدة من أجل الوصول إلى الزواج، ومن أكل إكمال مراسيم السعادة معك.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً