الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكون مع أختي في غرفة واحدة ولكن لا نتكلم معا، كيف أحسن علاقتنا؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة، وهي أني لا أتكلم مع أختي، فقط أكلمها عندما أريد شيئا، وكثيرا ما نكون في غرفة واحدة ولكن لا نتكلم مع بعضنا، أريد أن أتكلم معها، فلا أدري إذا كان ما بيننا قطع رحم، لكن أجد صعوبة لما أريد أن أناديها باسمها، وصعوبة عندما أريد التكلم معها، ربما لأنني تعودت على أن لا أكلمها، وهي قالت لأمي أن شخصيتنا لا تتناسب مع بعض، ربما لهذا السبب، أريد حلا يساعدني على الكلام معها، لأني أشعر بالصعوبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نرمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال وهذه الاستشارة التي تدل على خير فيك، وأنت -ولله الحمد- بادرت بالتواصل معنا، فبادري كذلك بكسر هذا الحاجز الوهمي بينك وبين هذه الشقيقة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُديم بينكم الألفة والمحبة، واعلمي أن الإنسان لكي يتجاوب مع إنسان لا بد أن يدخل إلى حياته، ويجتهد في أن تكون هناك قواسم مشتركة، فإذا كانت تهتم مثلاً بالقرآن فركزي على القرآن، إذا كانت تهتم بالشعر فاهتمي بالشعر، وإذا كانت تحب النكات فليكن عندك ثقافة من هذا الجانب، فإن وجود القواسم المشتركة يقرب بين الناس.

واعلمي أن هذه الأخت غالية، وأن التواصل معها مفيد للطرفين، حاولي أيضًا أن تفتحي المواضيع التي تهم الفتيات، وتهم من هم في هذه السن، إذا كنت كبيرة فأشفقي عليها، وإذا كنت صغيرة فأظهري لها الاحترام والحفاوة، واعلمي أن مثل هذا الشيء الذي يحدث ربما لأنكن تتبعن بعضكم، أو هي الأكبر وأنت الأصغر أو العكس، فيحدث نوع من الغيرة في الصغر، وربما يكون السبب لأنه يظهر لكم أن الأسرة تفضل إحداكما على الثانية، ولكن كل هذه الأعذار وهمية، وكل هذه الأعذار يضخمها الشيطان من أجل أن يُفسد العلاقات بين الشقيقات.

واعلمي أن هذه الشقيقة في منزلة رفيعة بالنسبة لك، ونشكر لك هذا الاهتمام، والرغبة في التواصل معها، واعلمي أن المؤمنة التي تخالط وتصبر خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وأختك بحاجة إليك، وأنت بحاجة إليها، والإنسان لا يستطيع أن يخرج من صعوبات الحياة إلا بمعاني الأخوة، إلا بمعاني صلة الرحم، إلا بمعاني المحبة، ولا تستطيع الفتاة إلا أن تُبرز عاطفتها ومشاعرها النبيلة تجاه أختها، فاكسري هذا الحاجز الوهمي، وبادري بالحديث معها، وانتقي الموضوعات، وأظهري لها الحفاوة، وإذا خرجت وجئت بحلوى فأت لها بمثلها، أو دخلت المطبخ لتأتي بماء لك فأت لها بكوب من ماء، بمثل هذه الطريقة حتى تبنوا بينكم المشاعر الإيجابية، مشاعر الحب، ونحن على ثقة أن هذه الاستشارة هي الخطوة الأولى، فتقدمي نحو أختك، وتعوذي بالله من شيطان يريد أن يُباعد بينكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فرنسا احمد

    (إنما المومنون اخوة)كيف الايمان و لا اخوة مع الاخوة
    من انقطعت علاقته مع اهل بيته يعاني من صعوبة في التواصل مع الناس ايضا فيجب ان يرشد الى فنون التعامل مع الأخرين
    اقترح عليك ان تقرأي أختي الكريمة كتاب «استمتع بحياتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً