الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب لست مقتنعة به... فهل أكمل المشوار؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقدم شاب لأختي التي تصغرني بأربع سنوات، وهي تبلغ من العمر 15سنة, رحب أهلي بالأمر وفرحوا بالخاطب الذي يبلغ من العمر 22 سنة، وهو شاب من عائلة ممتازة، وحالته المادية جيدة جداً.

ترددت أختي كثيراً بسبب صغر سنها، ولكن بات أهلي يقنعونها إلى أن تقرر موعد للنظرة الشرعية، وكان الموعد بعد العيد، مع العلم أن الخاطب لا يعرف أختي، وليس بينهما أيّة علاقة.

بدأ الخبر ينتشر بين أفراد العائلة، وبدأت أشعر بالخجل بسبب خطبة أختي الأصغر، وأنني مازلت بانتظار زوج المستقبل، مع العلم أنني لا أتمناه زوجاً لي على الإطلاق، بل حمدت الله أنه تقدم لأختي وليس لي، لكن خجلي من الناس، وخجلي من صديقاتي بأنني لم أخطب، جعلني أدعو الله بأن يرزقني بالزوج قبل أن تتم خطبة أختي، لا أحبذ فكرة الارتباط كثيراً، لكن الإحراج الذي قد أتعرض له، جعلني أتمنى الارتباط سريعاً وبأي أحد.

بدأت في قراءة سورة البقرة، بنية أن يرزقني الله بزوج صالح، لقد قرأت ما تيسر لي، ومن ثم صليت العصر، وكانت المفاجأة اتصال أخت الخاطب الذي تقدم لأختي، ورغبتهم بخطبتي بدلاً من أختي الصغرى، وأنهم سيمشون بأمور الزواج، وأن أم الشاب قد أعجبت بي ولن تنتظر أختي حتى تكمل دراستها.

فوجئت كثيراً، ولم يعجبني الموضوع في البداية، ثم جاء الشاب مع أهله وجلست معه، كان الشاب جيداً ولا بأس به، حتى أنه لم يعجبني، ولكنني غير قادرة على رفضه لأنني سأتعرض للإحراج والكثير من محاولات الإقناع من أهلي، وافقت عليه ولكنني لم أكن مقتنعة به، شعرت أختي بالراحة، لأنها لم تكن تتمنى الزواج في هذا الوقت.

لست مقتنعة به، والمشكلة أنني لا أعرفه إلى الآن، ولن أتمكن من معرفته من اللقاء الأول، لكن دائماً عندما أتذكره، أشعر أن قلبي يتألم من شدة القهر، أنا لا أكرهه، ولكنني لا أحبه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Janna حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يسعدك بالحلال، وهنيئاً لك ولأسرتك بما حصل، ونشكر لك الارتباط والتعلق بالله، ومن الذي لجأ إلى الله ولم يوفقه، ونسأل الله أن يجمع بينك وبينه على الخير، وأن يؤلف القلوب.

لاشك أن ما حصل إيجابي ومطلوب، وسوف تأتي مرحلة القبول والانشراح والارتياح، ويبدو أن عنصر المفاجأة كان له أثر عليك، ونطمئنك بأن رضا الأهل عنه، وعن أسرته مؤشر إيجابي، وهذا النوع من الارتباط بين الأسر تحدث تحت ظلاله أنجح الزيجات، فلا تهتمي بما حصل، خاصة بعد سعادة أختك باختيارهم لك، وفعلا هي صغيرة ومشوارها الدراسي يحتاج إلى بعض الوقت.

فأقبلي على خاطبك، واسألوا عنه، ومن حقه أن يسأل عنك وعن أهلك، ونطمئنك بأن التقارب والتجانس سوف يتحقق يومًا بعد يوم، والشعور بالسعادة كان واضحاً، من خلال قولك - كان لا بأس به -، وأرجو أن تتعوذي بالله من شيطان يكره لنا الحلال، وأنت في مقام شكر لله، فكيف تشعرين بالقهر؟

أرجو أن تعلمي أن الحب يأتي بعد معرفة الصفات، ودرجة القبول الحاصلة في أول لقاء رائع جداً، وسوف يأتي المزيد بحول وقوة ربنا الكريم المجيد، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، كما عودك الإجابة، وهذا كرم منه سبحانه وفضل، فاشكريه لتنالي بشكره المزيد.

نسعد بدوام تواصلك مع موقعك ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً