الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التوتر والقلق يسببان الدوخة والدوار؟ وهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم

دكتور محمد: كل عام وأنتم بخير وصحة وسلامة.
أصبت قبل 4 أشهر بالتهاب في الأذن الخارجية، سببت لي دوخة، والحمد لله تعالجت وقتها، وأصبت بعد ذلك بالتهاب في الجيوب الأنفية، سببت لي صداعا ودوخة مستمرة، والحمد لله تعالجت بشكل نهائي.

التهاب الأذن الخارجية والجيوب الأنفية السابقين جعلني أتوهم بأعراض الدوخة، وأنها ستأتيني كل وقت، وأنا لم أشفَ منها حتى الآن، وهذا الأمر جعلني أبتعد عن أماكن التجمعات، والأماكن الضيقة؛ خشية التعرض لنوبة الدوخة، وعدم التوازن، والشعور بالإغماء.

الآن لدي صداع مستمر بشكل ضاغط خلف العينين منذ أن أصح من نومي، يستمر طيلة اليوم، ويشتد بين فترة وفترة خلال اليوم الواحد، وعند زيادة شدة الصداع أحس بدوخة، وعدم توازن بالمشي، وكأنه سيغمى علي ولا أتحمل الأصوات العالية.

عملت كل الفحوص والتحاليل اللازمة، من أشعة مقطعية للرأس، والجيوب الأنفية، والأذن، وكلها سليمة ولله الحمد، وكذلك ذهبت لدكتور العيون، والنتائج سليمة، وعملت تحاليل لفيتامين (د) والغدة الدرقية، وكريات الدم البيضاء والحمراء، وكلها سليمة ولله الحمد، ولا توجد لدي أي مشاكل بالأسنان.

ذهبت لدكتور الأعصاب، وشخص لي المرض بأنه صداع توتر فقط، وكتب لي علاجا، وأظنه من الأدوية القديمة جدا في السوق، وسعره رمزي، وهو (mitriptyline) وللأسف لم أستمر عليه أكثر من يومين لأعراضه الجانبية، والمتمثلة بالدوخة والدوار، وهي في الأساس الأعراض التي أشكو منها.

ذهبت بعد ذلك لدكتور نفسي، فوصف لي الحالة بأن شخصيتي مضطربة وقلقة، وكثيرة التفكير، وهو ما يسمى بمرض القلق التوقعي، وبأني أتوهم المرض، ووصف لي علاج (بريستيك) الاسم العلمي: (ديسفينلاكسين) بجرعة 50 مجم، حبة يوميا، وبعد أسبوع تم زيادة الجرعة إلى حبتين، بمجموع 100 مجم، والآن أكملت أكثر من شهر، ولم أستفد، وما زالت أعراض الصداع المستمر الضاغط خلف العينين والدوخة مستمرة.

سؤالي يا دكتور: هل أستخدم دواء بديلا عن البريستيك؟ وما الجرعة المناسبة؟ وهل دواء (فافرين 50 مجم) مفيد لحالتي؟ وما طريقة التدرج في إيقاف دواء بريستيك منعا للأعراض الانسحابية للانتقال إلى الدواء الجديد؟ وما سبب الصداع المستمر والضغط خلف العينين؟ ولماذا الصداع يتركز خلف العينين فقط؟ وهل يوجد دواء مفيد لهذا الصداع؟ وما الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الدوخة إذا تعرضت لها وأنا في مقر عملي؟

علما بأنه أعاني من القولون العصبي منذ أكثر من 10 سنوات.

أرجو أن أكون وضحت لك مشكلتي بشكل واضح، وأنتظر تعليقك يا دكتور، جزاك الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد العلي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: قمتَ بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وقابلت الأطباء المختصين، وكلهم أكدوا لك أنك سليم جداً من الناحية العضوية.
ملاحظاتي أن لديك بالفعل قلقا، والقلق كثيراً ما يؤدي إلى ما يسمى بالأعراض النفسوجسدية من النوع الذي تعاني منه، أنا أعتقد أنك تحتاج لنمط حياة يكون أكثر إيجابية، تمارس فيه الرياضة، تطبق تمارين الاسترخاء، تصرف انتباهك عن هذه الأعراض من خلال حسن إدارة الوقت، فاحرص على الصلاة مع الجماعة، وأكثر من الاستغفار، وهذا فيه دعم نفسي كبير جداً بالنسبة لك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأنا أقول لك: إن البرستيج دواء ممتاز، لكن في بعض الأحيان يتم البناء الكيمائي بعد وقت طويل نسبيًا، أي لا تستعجل للتوقف عن الدواء، جرعة 100 مليجراما هي جرعة كافية جدا، والذي أراه هو أن تستمر عليها، لكن تضيف عقار سلبرايد، والذي يعرف باسم جمبرايد في المملكة العربية السعودية، هو دواء ممتاز جداً لمثل أعراضك.

جرعة الجمبرايد هي 50 مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عنه، وبالنسبة للبرستيج استمر بنفس الجرعة التي وصفها لك الطبيب لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك أعتقد أنه يمكن أن تجعل الجرعة حبة واحدة في اليوم، أو حسب ما يراه طبيبك، و50 مليجراما أي حبة واحدة في اليوم يمكن أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أخي الكريم: في الغالب هذا الصداع الذي تعاني منه خلف العين هو ناتج من انقباضات عضلية، وإن شاء الله تعالى باتباعك ما ذكرته لك من إرشادات سوف تتحسن أحوالك، وأرجو ألا تتجنب المواقف الاجتماعية، بل على العكس تماماً حاول أن تقتحم، حاول أن تخترق، شارك الناس في مناسباتهم، كن متواصلاً، واحرص على صلاة الجماعة كما ذكرنا لك، ولن تأتيك دوخة أو عدم توازن إن شاء الله تعالى، هي مجرد مشاعر أكثر من أنها حقيقة بيولوجية أو عضوية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.

وتليها إجابة الدكتور باسل ممدوح سمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
قمتَ بإجراء استشارات متعددة عينية وداخلية وعصبية، وأجريت تصويرا للرأس، وفحوصا عامة للدم، وكانت جميعاً والحمد لله سليمة، فالأغلب بأن هذا الصداع هو صداع توتري كما ذكر لك طبيبك.

الأذن الخارجية لا تسبب الدوخة مطلقا، والأغلب بأن لديك التهابا في الأذن الداخلية، أو في عصب التوازن، وهي حالة ناكسة أحيانا، وطالما أنك أجريت كل الفحوص السابقة فلا داعي للقلق منها، وبل اكتفِ بالعلاج في كل مرة تنكس فيها الدوخة، بدواء البيتا سيرك 16 مرتين يوميا.

بالنسبة للعلاج بمضادات الاكتئاب التي ذكرتها فأنا لا أنصحك بها؛ حيث إن لها الكثير من الأعراض الجانبية، والتي تحصر استخدامها في حالات الاكتئاب الشديدة برأيي.

يمكنك تجربة العلاج بدواء (إندرال 40 ملغ) تركيبه الدوائي (بروبرانولول) نصف حبة صباحا وبشكل دائم، وطبعا تحت الإشراف الطبي، ومراقبة الضغط الدموي، لكن بشرط استخدامه المتواصل، وهو ليس من الأدوية النفسية، وتأثيراته الجانبية قليلة، ويفيد لتخفيف القلق بشكل كبير.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر الاء الرحمان

    بعد قراءة التعليق ارتحت اكثر لاني اعاني من هاته الاعراض وجزاكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً