الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أطلب العلم وأنمي ثقافتي الإسلامية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد حصلت في السنة الماضية على شهادة ثانوية تخصص علوم فيزيائية، أنا أدرس الآن في السنة الأولى بالجامعة، شعبة الدراسات الإسلامية، والحمد لله نجحت في الدورة الأولى، وأنا مقبل على الدورة الثانية، لكن ثقافتي الإسلامية ليست جيدة، وأريد أن أستغل هذه العطلة؛ كي أنمي ثقافتي الإسلامية، وأستعد للدورة الثانية؛ لذا أرجو منكم أن ترشدوني إلى كتب موثوقة في هذا المجال، وإلى كتب الشعر الإسلامي، لأنني سمعت أنها تساعد الإنسان على فصاحة اللسان، وإلى كتاب يعالج مقرر الفكر الإسلامي، وألا تبخلوا علي بنصائح تساعدني على طلب العلم والتفوق.

وجزاكم الله خير الجزاء، واعذروني على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ El Mehdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك التوفيق، ومزيدًا من النجاح، ونُهنئُك بما أعطاك الله تعالى من الرغبة في العلوم الشرعية، وحسن التوجُّه إليه، وهذه علامة على إرادة الله تعالى الخير بك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– يقول: (من يُرد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين).

واعلم أن العلم بالله تعالى وبشرعه أعظم العلوم وأشرفها، وقد قال سبحانه وتعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} وقال: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.

والنصوص الشرعية من القرآن والسنة في تفضيل العلم الشرعي وحملته كثيرة جدًّا، فاعرف قدر هذه النعمة التي مَنَّ الله تعالى بها عليك، واشكرها، وذلك بالاستكثار من العلم، والحرص على العمل به، فهذا العلم الذي أنت فيه طلبه جهاد، ومذاكرته تسبيح، وبذله للخير صدقة، فكيف ما كنت منشغلاً به فأنت في عبادة وقُربة، فاستحضر هذه النية الحسنة.

ونحن لا نستطيع أن نُحدد لك منهجًا دقيقًا يُلائم حالك، ولكن ننصحك وصية عامة، أولاً: بأن تتعرف على العلماء والدعاة المخلصين في بلدك، فإنهم سينصحونك بما يُوافق حالك، وسيُرشدونك إلى ما يتناسب مع قدراتك، فمصاحبة الأستاذ من أعظم الوسائل في تحصيل العلوم الشرعية.

ولكن في الإجمال –أيهَا الحبيبُ– نصيحتنا لك: أن تتوجَّه إلى كتاب الله تعالى، فتعتني بحفظ ما تقدر على حفظه، وأن تعتني بحفظ ما تيسَّر لك من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم– مُبتدئًا بما ينبغي الابتداء به في بدايات طلب العلم، كالأربعين النووية، ثم عُمدة الأحكام، وتهتمَّ مع ذلك بدراسة علوم الآلات التي بها تُفهم هذه الشريعة، كعلم النحو، وأصول الفقه، وعلم العربية على جهة الإجمال، وهناك كتب كثيرة في كل فنٍّ في هذه الفنون.

احرص على أن تتعرف على المعلمين الذين يُدرِّسونك هذه العلوم في بلدك، وهم سيرشدونك إلى مَا تقتنيه من كتب وتبدأ بدراستها، وهناك كتب كثيرة اشتهر الاشتغال بها لطلبة العلم، كالأجرومية في علم النحو، والورقات في علم أصول الفقه، ومقدمات في علم مصطلح الحديث كـ (نزهة النظر)، لابن حجر العسقلاني.

وأما الأدب فيمكنك قراءة مقامات الحريري، مع شيء من شروحها، فإنها تُفيدك في جانب معرفة الألفاظ العربية، وتُنمي ثقافتك فيها.

وأما الشعر فدواوينه كثيرة، ومن أشهر ما يشتغل به العلماء المعلقات، ولكن نحن ننصحك بأن تبدأ -أولاً- ببناء نفسك بدراسة العلوم التي ذكرناها لك، فإن العلم لا يُؤخذ جُملة واحدة.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ علينا وعليك بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يزيدك توفيقًا وصلاحًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً