الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي عنيدة ومهملة وتضرب إخوانها.. كيف أغير طباعها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا أعرف من أين أبدأ، فقد تعبت من تصرفات وسلوكيات ابنتي، والتي عمرها 11 سنة، وصفاتها سيئة، وعنيدة، ومشاكسة، وتضرب إخوانها، وتكره أختها والتي عمرها 9 سنوات، ولا تسمع لأحد في البيت، مهملة لا تهتم بنظافتها ولا بلبسها، ولا تساعدني بشيء، أنانية جدًا، وتعبت من كثرة الكلام معها، ودائمًا تتهمني بالتقصير، وتريد كل شيء، وطلباتها لا تنتهي، تعبت، وكرهت كل شيء، أرشدوني، كيف أنصحها؟ وكيف أغير من وضعها؟

أحيانًا تضطرني لضربها؛ لأنها تؤذي وتضرب إخوانها بشراسة، وتكذب كثيرًا، وأبيها لا يهتم، وجعل المسؤولية كلها عليّ، وأنا لا أعرف كيف أتعامل معها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا في هذا الموقع، ولا شك أنه أمر صعب تجدين نفسك فيه، أعانكم الله وخفف عنكم.

وأما بالنسبة لعناد الطفلة وسلوكها، فالطفلة الصغيرة في هذا العمر تحتاج إلى حدود واضحة للسلوك، وأن تعرف وبكل وضوح ما هو مسموح، وما هو غير مسموح.

ووضوح هذا الأمر، ومن دون أي التباس، أو شك، أو تردد، لا يعني طبعًا العنف أو الضرب، وإنما أن يقال لها وبهدوء ووضوح، أن ضرب إخوانها بهذا الشكل غير مسموح به أبدًا، وأن تعلم وهي تستمع إليك، ومن خلال نبرة صوتك ونظرة عينيك في عينيها، ومن دون ابتسام، أنك جادة تمامًا فيما تقولين لها.

وأفضل من المنع عن العمل السلبي، هو تشجيعها على القيام ببعض الأعمال البديلة عما لا تريديها أن تفعله، أي أن نملئ وقتها بما هو مفيد ومسلٍ، فلا تحتاج للمزيد من الإثارة عن طريق مخالفة كلماتنا وضرب إخوانها.

واسمحي لي أن أشرح هنا شيئًا أساسيًا يمكن أن يكون نقطة تحول في طريقة تربيتك لطفلتك.

إن من أكثر أسباب السلوك المتعب عند الأطفال، وربما كثيرًا مما ذكرته في سؤالك عن سلوك طفلتك ينطبق عليه هذا، هو الرغبة في جذب الانتباه لنفسها، ومن المعروف أن الطفل يحتاج لانتباه من حوله كما يحتاج للهواء والطعام والماء، وإذا لم يحصّل الطفل على هذا الانتباه على سلوكه الحسن، فإنه سيخترع طرقًا سلوكية كثيرة لجذب هذا الانتباه، والغالب أن يكون عن طريق السلوكيات السلبية، ولماذا السلوكيات السلبية؟

ببساطة لأننا نحن الآباء والأمهات، لا ننتبه عادة للسلوك الإيجابي، وكما قال أحدهم: "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيء العمل، لا أحد ينسى"!

وما يمكن أن تفعليه مع طفلتك، عدة أمور منها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي تقوم به طفلتك، وأن تـُشعريها بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريها عليه.

2- أن تحاولي تجاهل بعض السلوك السلبي الذي يمكن أن تقوم به طفلتك، إلا السلوك الذي تعرض فيه نفسها أو غيرها للخطر، فعندها من الواجب عدم تجاهل الأمر، وإنما العمل على تحقيق سلامة الطفلة والآخرين مباشرة.

وأما بالنسبة لعناد الطفلة، فربما كثير من هذا أيضًا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حولها، فحاولي التعامل معها كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليها عندما تتجاوب معك ومن دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنها عندما يصل عنادها لحدّ لا ترتاحين له.

وعلى فكرة فالصفة التي تتعبنا في الطفلة، وهي صغيرة قد تكون هي نفسها الصفة التي ستكون وراء نجاحها وتفوقها في قابلات الأيام، فنحن لا نهدف إلى تحطيم هذه الثقة، وإنما تطويعها لمصلحة الطفلة ومصلحة من حولها.

وأنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال، فهذا مما يعين الكثير من الآباء، ويعلمهم الصيد، بدلا من أن نعطيهم سمكة، والكتاب هو "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وسيعينك على تربية طفلتك، ويمكنك الحصول عليه في قطر من مكتبة جرير، أو من مكتبة الأسرة في منطقة المنتزه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً