الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبة أختي ونحن لا نعرف عنه شيئًا، ماذا نفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولًا: أشكركم على هذا الموقع الرائع.

تقدم لأختي التي تبلغ من العمر 36 عامًا، وتعمل معلمة، خاطب من جنسية أخرى، ويعمل في جدة، ويبلغ من العمر 27 عامًا، ونحن نسكن في المنطقة الجنوبية، ولكن لا نعرف عنه شيئًا، وكل الذي نعرفه أنه حضر لوالدي وكلمه شخصيًا، وأخبره برغبته بالزواج من أختي، وأنه قدم من جدة لهذا الغرض، وكانت إجابة والدي له: لكن أنا لا أعرف عنك شيئًا، ولكن أحضر لي عائلتك أو أشخاصًا معك؛ لكي نتعرف عليك أكثر، أما لوحدك فلا أقبل بك؛ لأني لا أعرفك. فرد عليه الرجل بأنه لا يعرف أحدًا، وكل أقاربه في بلده، وأنه متزوج في بلده ولديه طفل من زوجته، ولكن لوجود المشاكل في بلده الآن لا يستطيع أن يحضر زوجته، ولا يريد أن يعلم أحد من أقاربه بنيته الزواج من الثانية؛ لكي لا تعلم زوجته الأولى، وتحصل مشاكل، ويريد العفاف.

الغريب أن أختي موافقة على هذا الشخص، وتريد الزواج منه، وأيضًا لا تريدنا أن نرفضه، وقد تنازلت عن الكثير من المهر وطلبات الزواج.

سؤالي: هل نقبل به ونزوجه أو نرفضه ونحن لا نعلم عنه شيئًا؟ ولكن أخشى لو أن أختي قد تعلقت به عن طريق الهاتف أو أحد البرامج، فعند سؤالي لها: هل تعرفينه؟ ترد بأنها لا تعرفه، وهي موافقة؛ لأنه خطبها من الوالد لا أكثر، ولكن أشك بأنها على تواصل معه، وقد وعدها بالزواج.

فما هو الحل؟ أريد نصيحتكم.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لوالدك الحرص، ولك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقدر لبنتنا الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لقد أحسن الوالد في طلب التعرف عليه، ويغني عن أهله زملاؤه ومعارفه من أهل البلد، والعلماء والوجهاء الذين تعاملوا معه، فطالبوه بأن يأتي بهم، واسألوا عن صلاته وصلاحه، وقدرته على تحمل المسؤوليات، فإن وجدتم خيرًا وثناءً؛ فلا تقفوا في طريقهما.

ونتمنى أن لا تنبش خلف أختك، أو تفتش، واحملها على المحمل الحسن، واعلم أن الانتظار قد يطول بها إذا فاتت الفرص، والمهم في الرجل دينه وأخلاقه قبل بقية الأمور، وطريقته في المجيء تدل على أنه طالب للحلال، والحب لا يعرف فروق الأعمار، ولا حدود البلدان، ولا سعادة للمرأة أو للرجل إلا في ظلال حياة تقوم على الحلال، والرغبة في إنتاج الصالحين من العيال.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ولوالدك منا تحية، ونتمنى أن تتحرك أنت لتتعرف على الرجل في مكان عمله، ومن خلال سؤال أهل المسجد الذي يصلي فيه، ومن خلال القرب منه وقراءة أفكاره والتعرف على أهدافه.

ونسأل الله أن يقدر له ولأختك الخير، ثم يرضيهما به، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وزادكم الله حرصًا على الخير، ووفقكم وسدد خطانا وخطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً