الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضغط وخشخشة في أذني، هل أعاني من انسداد أم التهاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي مشكلة، وأرجو المساعدة، وعمر المشكلة (65) يوما.

قبل (65) يوماً تقريبا تعرضت لصفعة مباشرة على الأذن اليمنى، وشعرت حينها بطنين في أذني، واختفى بعد نصف دقيقة تقريبا، ولم أعان من أي أعراض تدل على انثقاب الطبلة أو ما شابه، ولكن كنت أعاني عند الاستيقاظ من النوم بضغط في أذني اليمنى فقط، وكنت أقوم بعمل (فالسالفا) ومضغ العلكة، فيختفي الضغط بعد ساعة من الاستيقاظ تقريبا.

استمرت هذه الحالة لمدة أسبوع بعد الضربة، ثم اختفت، وبعدها بفترة أصبت بأنفلونزا شديدة، وانتقل الالتهاب إلى الأذن الوسطى، والتهاب الجيوب الأنفية، وقد أخذت حينها مجموعة من المضادات الحيوية، فشفيت، وشفيت أذني -والحمد لله- لكن المشكلة لم تنته، فقد عاد الضغط، ولكنه أصبح مستمرا، أي ليس بعد الاستيقاظ فقط، وإنما طيلة اليوم، وكان يزداد عندما أقوم برياضة رفع الأثقال.

شعرت بأن حالتي خطرة، وخفت على سمعي، فذهبت إلى الطبيب، ففحصني، وأخبرني أنني مصاب بالتهاب الأذن الوسطى الإفرازي، وأنه بسيط جدا، والسوائل المتراكمة جدا بسيطة، وأن حالتي ليست خطرة، وأعطاني مجموعة أدوية، وهي : مضاد حيوي اسمه (موكسيل) أستمر عليه لمدة سبعة أيام، وقطرة (أوتريفين) المضادة لاحتقان الأنف، أستمر عليها لمدة سبعة أيام ثلاث قطرات يوميا، وأعطاني أيضا حبوبا مضاد الاحتقان (اكتيفيد) وأخبرني أن أستمر عليه لمدة خمسة عشر يوما.

وقد نصحني أن أقوم بتخطيط سمع؛ للتأكد من سمعي، فذهبت إلى طبيب آخر، فعمل لي تخطيط سمع، وكان سليما، وكذلك الطبلة واستجابتها أيضا كانت سليمة، ذهب الضغط -والحمد لله- وقد أكملت العلاج قبل يومين، لكن لا زلت أشعر بشيء غريب، فعندما أقوم بالبلع أسمع الطقطقة في الأذن اليسرى، ولا أسمعها في الأذن اليمنى مما يعني أن قناة استاكيوس بها انسداد أو ما شابه ذلك.

سابقا عندما كنت أقوم بعمل فالسالفا فإني أشعر باندفاع الهواء بأذني بصورة طبيعية، ولكن الآن أسمع صوتا مثل الخشخشة عند اندفاع الهواء في كلا الأذنين، وليست الأذن المصابة فقط، واليوم عندما استيقظت أيضا شعرت بضغط، واختفى بعد ساعة تقريبا بعد أن استخدمت قطرة الأوتريفين.

ما تقييمكم للحالة؟ وهل هي خطيرة؟ وقد قرأت أن قناة استاكيوس تقوم بتهوية الأذن، فإذا كانت تعاني من انسداد فإن الخلايا الشعرية لن يصلها أوكسجين، وستسبب صمما، فهل هذا صحيح؟ وهل هناك خطر على سمعي؟

أرجو منكم الإجابة، فإن الوساوس تدور في رأسي، ولا أستطيع التخلص منها، وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hussein حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة واضحة من أعراض التهاب مصلي (إفرازي) في الأذن اليمنى، وقد تكون في اليسرى أيضا -بحسب ما ذكرت من سماع صوت الخشخشة في الأذن عند إجراء مناورة فالسالفا- وهذا يعني وجود السوائل في الأذن الوسطى، وحتى لو كان تخطيط الطبلة طبيعيا، فهذا لا ينفي وجود سوائل قليلة في الأذن الوسطى.

لا علاقة للصفعة التي تلقيتها على الأذن اليمنى منذ شهرين بهذه الحالة، وإنما هي التهاب في الأذن الوسطى تال لالتهاب في الطرق التنفسية العلوية مع انسداد جزئي في قناة أوستاشويس، وليس انسدادا كاملا؛ حيث إنك تسمع صوت دخول الهواء للأذنين عند إجراء المناورة.

نفير أوستاشيوس يفتح بشكل أوتوماتيكي عند كل بلع للعاب في البلعوم، أو عند كل تثاؤب، وفي حال وجود التهاب في الطرق التنفسية يصاب الأنبوب بالوذمة فلا يعود قادرا على الفتح الذاتي لتعديل الضغط في الأذن الوسطى، وعلى هذا لا بد من مساعدته بإجراء المناورة كل عشرين دقيقة، ولفترة كافية قد تكون أسابيع حتى تزول الوذمة في هذا الأنبوب، ويعود لوظيفته الطبيعية ذاتية العمل.

يمكن استخدام بخاخ كورتيزون موضعي في الأنف (فليكسوناز, أفاميس, رينو كورت) بالإضافة للغسولات المتكررة بالسيروم الملحي للأنف مع استخدام مضادات التحسس الفموية لمدة شهر (كلاريتين, إيريوس, فيكسوفينادين...).

لا علاقة أبداً بين نفير أوستاشيوس الذي يؤمن التهوية للأذن الوسطى (كتجويف، وليس للخلايا المبطنة، حيث إن الخلايا تأخذ الأوكسيجين من الشعيرات الدموية التي تتفرع في بطانة الأذن الوسطى) وبين الخلايا الشعرية العصبية (الموجودة في القوقعة التابعة للأذن الداخلية، والتي تأخذ الأكسيجين من الأوعية الشعرية الدموية أيضا الخاصة بها) وعلى هذا فانسداد نفير أوستاشيوس لا يؤثر على الخلايا العصبية المستقبلة للسمع، وإنما يؤثر على حركة غشاء الطبل في الأذن الوسطى، ونقله للصوت للأذن الداخلية التي تحتوي على الخلايا الشعرية المستقبلة للصوت.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا احمد عدنان

    الله يجزاك الخير يادكتور ولله اللؤ مثلك قلائل

  • مجهول نصر عباس

    كلام جميل جدا اعطيكم العافية

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً