الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ابني العنيف والعنيد؟

السؤال

السلام عليكم.

ابني عمره سنتان ونصف، وأشعر بأنه يملك حالة غريبة من العنف والعناد والغل وعدم سماع الكلام، لدرجة أني إذا أخذت منه شيئا فيكون رده إما بالعض أو بشد الشعر بعنف أو بالضرب بأي شيء أمامه، وإذا لم يستطع ضربك؛ فإنه يبكي بكاء شديدا لعدم قدرته على فعل ما أراد، كما أنني لا أستطيع أن آخذ منه أي شيء غصبا عنه مهما كان.

وإذا حاولت عقابه؛ فإنه يرفض، كما أنه يرفض المساومة، بمعنى أني لا أستطيع أن أقول له لا تفعل هذا الشيء وسأعطيك شيئاً آخر، بالطبع يرفض حتى يحصل على الشيء الآخر أولاً.

مع العلم أنه طفلي الوحيد، وأنني وزوجتي لا نقوم بأي شجار أمامه حتى يتأثر بنا، ودائما ما نتعامل بهدوء أمامه.

فكيف أتعامل معه؟ حتى إنني بدأت أفقد أعصابي في الفترة الأخيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أخي الكريم في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولابنك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك إن حالة الطفل وترتيبه يؤثران كثيراً على تربيته من حيث الاهتمام الزائد به، ومن التركيز عليه في كل صغيرة وكبيرة، ومن الخوف عليه من السوء وما إلى ذلك من المؤثرات البيئية والأسرية.

فالطفل الوحيد قد تتكون لديه هالة من الاهتمام والتقدير ويشعر بأن كل طلباته مجابة، وبالتالي يتصرف وفقاً لذلك إذا لم ننتبه لتوجيهه ونتحمل تبعات التوجيه للسلوك المرغوب فيه والسلوك غير المرغوب.

والطفل في مثل هذه الفئة العمرية لا يدرك الخير ولا الشر ولا الحسن ولا القبيح، فهو يقلد ما يشاهده من سلوك الوالدين أو الاطفال الذين في سنه، أو يتصرف بطريقة عشوائية دون الوعي بمخاطر سلوكه.

ثانياً: بالنسبة للعناد أو عدم الطاعة وعدم سماع الكلام أحياناً؛ يكون بسبب أن الطفل يريد أن يكون مستقلاً في رأيه وتصرفاته واختياراته واهتماماته، وربما يكون العناد وسيلة يستخدمها الطفل لجذب الانتباه والاهتمام، أو رفضا لطريقة المعاملة التي يتلقاها ممن حوله.

فطريقة تصرفنا -أخي الكريم- أحياناً تعلم أطفالنا سلوكيات غير مرغوب فيها. فمثلاً إذا أمرت الطفل بفعل شيء معين (خذ هذه الألعاب وأبعدها من هذا المكان) وتجاهل الطفل هذا الأمر واستمر في اللعب، وقمت بتكرار الأمر مرة أخرى فتجاهلك أيضاً؛ فإنك ستغضب وتتشدد في الطلب، وبالتالي يغضب الطفل أيضًا، وأخيراً ستقوم أنت بسحب طلبك وإبعاد الطفل وأخذ الألعاب بنفسك وإبعادها من المكان، لأن الأمر في نظرك لا يستحق كل هذه المشاجرة والإصرار.

فكثير من الآباء والأمهات يقع في هذه المشكلة، فيتعلم الطفل أنه يمكن أن يكسب من العناد وعدم الطاعة فيصبح سلوك العناد متبوعاً بالمكافأة.

فيمكن أخي الكريم استخدام الأساليب المناسبة لتثبيت السلوك المرغوب فيه وإطفاء السلوك غير المرغوب، والأمر يعتمد على مدى إدراك الطفل للثواب والعقاب المعنوي والمادي، ونصر على تطبيق ذلك، وليس هناك مشكلة أن تكون المكافأة قبل السلوك المطلوب أو بعده إذا التزم الطفل بما نطلبه منه.


نسأل الله تعالى أن يحفظ طفلك ويرعاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً