الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقي يغار من جلوسي مع غيره من الأصدقاء.. هل أقطع علاقتي به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

عرفت شخصًا فيما مضى، أراد أن يصبح صديقي بشتى الطرق، أصبحنا أصدقاء وكان يتقرب مني بالهدايا، بعد فترة أصبحت أكره تصرفاته، فهو مصاب بهوس إن رأني مع أحد الأصدقاء يغضب، ويقول لي: أنا أحبك أكثر من كل هؤلاء.

أنا أكبر إخوتي، وعمري 28 عامًا، ووالدي في ذمة الله، ظروفنا صعبة قليلا، فطلب يد أختي القاصرة، وفي لحظتها قبلت، لكن بعدها أصبحت تصرفاته أكثر اشمئزازًا، وهو ناقص المروءة -أكرمكم الله- حتى إنه يغضب إن رأني مع فتاة.

أصبحت لا أطيق البقاء معه، خاصة أنه أخبرني أنه يريد الزواج من أختي من أجلي، قمت بإهانته, وطلبت منه بكل احترام أن لا يتصل مجددًا إن كان لديه ذرة كرامة، رغم ذلك بقي يتصل بي، ويرسل لي رسائل، ومؤخرًا أصبح يتصل بي، ويقول لي: "حسبي الله ونعم الوكيل"، ويقول لي: "إنني بلا كرامة"؛ لأنني قبلت هداياه، مع العلم أنه كان لا يتركني وشأني حتى أقبلها.

السؤال يا شيخ: هل ظلمت هذا الشخص؟ لأنني والله أكثر ما أخشاه هو سخط الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الحبيبُ – في استشارات إسلام ويب.

ما فعلته – أيها الحبيبُ – من قطع العلاقة بهذا الشاب هو عين الصواب، فإن المحبَّة بين الذكور إذا خرجت عن طور المألوف والعادة وأصبحتْ محلًّا للريبة والتهمة، فإنها باب فساد وشرٍّ عظيم، والواجب سدُّ ذلك الباب من الشر والفساد، وما فعلته هو الصواب، وليس فيه أي ظلمٍ لهذا الشخص، بل فيه إرضاء لله ووقوف عند حدوده وابتعاد عن سخطه.

وما كان سبق من إهدائه إيَّاك عن طيب خاطر دون أن يُريد منك شيئًا حرامًا في مقابله، ولا تعلم ذلك فهو حلال لك؛ لأن الهبة تصير لازمةً إذا قبضها الموهوب له بإذنِ الواهب، ولم تُدفع إليك في مقابل شيء محرَّمٍ حتى يلزمك أن ترُدَّها إليه، على رأي بعض الفقهاء، أو أن تتصدَّق بها على رأي آخرين.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً