الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت برهاب حاد ومخاوف عامة، ما العلاج لذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أصبت قبل سنتين برهاب حاد، ومخاوف عامة، بالإضافة إلى اختلال الآنية، فأصبحت في دوامة وغير قادر على الخروج من المنزل، جربت عديد الأدوية لكن لم أتحمل آثارها، وكان آخرها سيبرالكس 10، وداومت عليه مدة شهرين، إلا أنه لم ينفع حتى أضافت له الطبيبة سوليان 100، فكانت المعجزة -بحمد الله- وأحسست بطعم الحياة من جديد، وشفيت تماماً لمدة عام كامل، وبعد عام قررت الطبيبة توقيف السيبرالكس مع إبقاء السوليان، فنجحنا في ذلك، لكن بعد شهرين من التوقف وبسبب ظروف خاصة انتكست الحالة فقررت العودة إلى السيبرالكس، وبعد مرور 4 أشهر لم ينفع، فأحسست فقط بتحسن طفيف جداً، مع بقاء المخاوف على عكس المرة الأولى التي أحسست فيها بأني شخص جديد، مقبل على الحياة.

بعد زيارة الطبيبة في آخر مرة أخبرتني بأنه يجب رفع الجرعة سيبرالكس إلى 15، وبعد شهر إن لم يكن هناك تحسن سننتقل إلى الديروكسات.

أفيدوني، إخواني الأفاضل، لماذا نفع السيبرالكس في المرة الأولى ولم ينفع في المرة الثانية؟ ولماذا لا يعمل إلا مع سوليان 100؟ وما تقييمكم لما قامت به الطبيبة؟ هل أرفع الجرعة إلى 15؟ وإن لم تنفع أغير إلى الديروكسات؟ وكم المدة الصحيحة التي يجب البقاء عليها؟

أرجو حلاً لحالتي، لأنني أصبحت أحس أني أعيش في دوامة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالرهاب الحاد والمخاوف العامة واختلال الآنية نفسية، وكلها تكون جزءاً من اضطراب القلق أو التوتر، والسبرالكس هو أساس مضاد للاكتئاب النفسي، وهو من فصيلة SSR EYES التي تؤدي إلى زيادة مادة السيرتونين في الدماغ، ويفيد في القلق بصورة عامة، ولكنه ليس مضاداً للقلق، وهذا قد يفسر لماذا استفدت من السوليان 100 مليجرام الذي يعمل كمهدئ ومضاد للقلق بهذه الجرعة!

عند التوقف عادة من بعض الأدوية ويعود المريض لتناولها مرة أخرى بنفس الجرعة ولا يستفيد منها، هناك تفسيران، قد يكون أن المرض في هذه المرة كان بصورة أصعب من المرة الأولى، هذا ما قد يفسر عدم الاستجابة، وهذه الأدوية عادة لا يحصل لها تعود، أي يقل مفعوله بعد الاستعمال، وطبيعة المرض هي التي قد تؤدي إلى عدم الاستفادة في المرة التالية.

أنا عادة أميل إلى إعطاء دواء واحد، وفي حالة عدم التحسن أو التحسن الجزئي أزيد الجرعة إلى المدى المسموح به، ولذلك أنا أميل أيضاً إلى أن تزيد الجرعة جرعة السبرالكس من 10 مليجرام إلى 15 مليجراما، بل قد تحتاج إلى أن تأخذ إلى 20 مليجراما، فزيادة الجرعة طالما استفدت منها في المرة السابقة أفيد من الاستعجال إلى التحويل إلى دواء آخر، فلتزد الجرعة وتعطي المدة الكافية، أي شهر ونصف إلى شهرين تأخذ الجرعة الكاملة 15 أو حتى 20 مليجراما، وإن لم تستفد منها في ذلك الوقت فيمكنك التحويل إلى دواء آخر مثل الدوكسات، أو أي دواء آخر يكون مناسباً للقلق أو التوتر.

عادة المدة المناسبة للعلاج تختلف من شخص لآخر، في البداية لو كانت هذه أول نوبة فعادة نحن ننصح بفترة 3 شهور إلى 6 شهور، وفي حالة تكرار النوبة بعد التوقف أو حصول انتكاسة فإننا لا نسمح أو نوصي بأن تكون الفترة من 6 شهور إلى 9 شهور، وفي حالة تكرار الانتكاسة مرة أخرى فإنه قد تحتاج إلى الاستمرار فيه إلى سنة أو أكثر.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً