الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أشعر بطعم الحياة لأن زوجي شكاك ومريض نفسيا، فهل تنصحوني بالطلاق؟

السؤال

السلام عليكم..

أشكر تعاونكم على حل مشكلاتنا، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة مثقفة ومتعلمة، وحاصلة على أعلى الدرجات في المدرسة، وفي الجامعة حصلت على المرتبة الأولى على كليتي.

وعندما تخرجت تقدم أخو صديقتي لخطبتي، فحصل بيني وبينه قبول، وانتظرته ليرتب أموره، وبعد ذلك تفاجأت لرفض أهله لي، لأنني لست شقراء، ولن أستطيع بتخصصي الحصول على وظيفة، فكسر قلبي، ووافقت على أول شخص تقدم لي.

لم أتقبله في فترة الخطبة، وكنت أعزي نفسي بأن ذلك من جراء تعلقي بأخو صديقتي، فعجلت بالزواج لعلي أجد الحب، ولكن بعد زواجي اكتشفت أن زوجي مريض نفسيا ويتعاطى الأدوية، وهو دائم الشك بي، ودائم السرحان، ويضربني، ولا يوجد ما يربطني به، وذلك بسببه، فهو لا يحدثني أو يتناقش معي، فقط يقرأ القرآن أو يسرح، وعندما آتي لأحدثه يسرح، ويتركني أتحدث ويمشي!

أفتقد للغة الحوار بيننا في المنزل، وكأننا جمادات مع بعضنا، وأشعر بالغيرة عندما أرى المتزوجين يتحدثون أو يضحكون مع بعضهم، وتنهمر دموعي حتى لو كنت في مكان عام، وقد تحدثت معه يوميا بهذا الخصوص، فأنا أفتقر للحديث والحوار معه، وأنني أشعر بالفراغ، لكنه يتركني ويخرج من البيت، فأنا أشعر بفراغ عاطفي، وكلما مرّ علي شخص متحدث تمنيت لو كان هو زوجي.

سأكون أكثر صراحة، بت أحلم بفارس الأحلام، وبدأت مشاعري تجاه ذلك الشاب للعودة، وأصبحت أزور صفحته الشخصية على الفيسبوك يوميا.

وكل ذلك الذي ذكرته مع صبري على ديونه وسدادي لها، وصرفي عليه من راتبي، أشعر بأنه أقل مني بالرغم من شهادته الجامعية، فهو فاشل في عمله، ولا يحسن التصرف الاجتماعي، ولا يتحدث بأصول الحديث مع الناس، ودائما ما أوجه له نصائحي ليرتقي؛ لكنه لا يكترث، ويتركني أتحدث ويمضي، بت أخجل منه، وأنظر له نظرة دونية، وأفكر جديا بالطلاق، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم مع موقع الاستشارات إسلام ويب، ونأمل أن نقدم لكم ما ينفعكم، وما يمكن أن نشير به يكمن في الآتي:

- السعادة مع زوج تحبينه ويبادلك الحب هذا أمر تنشده كل فتاة، وهو أمر فطري، ولكنك استعجلت في الزواج دون تريث وسؤال عن هذا الزوج، وكان سبب الاستعجال أن أهل الشاب الأول رفضوا أن تكوني زوجة لابنهم، فأسرعت بالزواج بالشخص الآخر كردة فعل، ومن أجل نسيان ذلك الشاب لم تحسبي العواقب، والذي نرجوه منك أن تتحملي تبعات قرارك، وتحاولي أن تتكيفي مع الوضع، وأن تكثري من الذكر والاستغفار، وحافظي على الصلاة، وعليك بالدعاء أن يصلح الله الحال، وأبشري بخير.

- ما يمر به زوجك من مرض نفسي، وما تطلبين منه من أشياء ولا يحققها لك سبب ذلك مرضه وليس باختياره، ويمكنك أن تراجعي طبيبا نفسيا ليرشدك إلى كيفية التعامل معه، والأولى بك أن تقفي معه حتى يتعافى من مرضه، فأنت أقرب الناس إليه، ولعلك إن فعلت ذلك فإن الله سيصلح حاله وحالك بإذن الله تعالى.

- حاولي أن تنسي الشاب الأول؛ لأنه لا يليق بامرأة متزوجة أن تفكر في غير زوجها.

- كما أن مسألة الطلاق أمر سابق لأوانه، ولا نأمل التفكير به، فالزواج مسؤولية وليس نزهة للتنقل من مكان لآخر، وما زال الأمر في يدك لإيجاد حل لما أنت فيه، ومعلوم أن المجتمع لا يرحم المرأة المطلقة التي تصبح بلا زوج.

وفقك الله إلى مرضاته، ونشكركم على تواصلكم مع الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً