الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت فتاة من خالها، وطلبت رؤية والدها المنفصل عن والدتها، فهل هذا من حقي؟

السؤال

السلام عليكم

لقد تقدمت لخطبة فتاة من خالها؛ نظرا لظروف طلاق والديها، وبعد أن تم الاتفاق على كل شيء، طلبت منهم رؤية والدها قبل قراءة الفاتحة، ولكن الأم والبنت لم تقبلا بذلك؛ لأن الأب ترك الأسرة، ولم يصرف عليها بعد الطلاق، مع العلم أن علاقة الأب بالأبناء ليست منقطعة نهائيا، إنما هناك الزيارات والمكالمات الهاتفية.

هل يحق لي ما طلبت من رؤية والدها؟ وهل من حقه أن أخطب ابنته منه؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

والد البنت هو ولي أمرها، ومنه تخطب، وهو الذي يتولى العقد، وكونه لا ينفق عليها لا يعني سقوط الولاية عنه، ما لم تسقط بحكم قضائي، وتنقل إلى غيره من الأولياء، خاصة إذا كان غير عاضل للفتاة، وغير مانع لها من الزواج بمن تصلح له.

كونك اتفقت مع الخال والأم على ترتيب الخطبة، لا بأس به كون البنت ليست عند والدها، لكن لا بد من موافقة الوالد وعقده لها، أو توكيله من يعقد بها؛ لأن الخال ليس له حق العقد على البنت.

طلبك لرؤية والدها لا غبار عليه، وكذا طلب الخطبة منه، لكن لا بد من موافقة البنت على الخطبة، فلا يكفي موافقة الوالد فقط، ولا البنت فقط، لارتباط الأمرين بصحة العقد.

يمكن التفاهم بينكم على ذلك بالحوار الهادئ، بحيث تبلغ البنت وأمها بضرورة إبلاغ الأب، وموافقته على الزواج؛ لأنه هو الولي الشرعي للبنت، وكذا موافقة البنت على الخطبة، بحيث يعرف الطرفان أن لكل منهما حق شرعي في الموافقة، فلا ينفرد أحدهما بالأمر دون الآخر.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً