الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ارتجاع مريئي، فهل حالتي خطيرة؟ وهل أحتاج لإجراء العملية؟

السؤال

السلام عليكم..

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الرائع الذي بالفعل يفك كثيرا من كربات المسلمين، وأسأل الله أن يفك عنكم كربات يوم القيامة.

أنا أعاني من ارتجاع مريئي منذ عامين، وأتناول مثبطات مضخة البروتون، وكان أولها الاوميبرازول 40، فارتحت عليه لفترة ثم لم يعد يؤثر معي، فانتقلت إلى البانتوبرازول 40، فارتحت عليه، وذهب الحرقان الذي في المريء، ولكني أعاني من ألم في المريء، فاستمريت على تناول الدواء حتى ضعف مفعوله، وأمرني الطبيب بإجراء منظار للمعدة، وكانت نتيجة المنظار ارتجاع من الدرجة الأولى، وتم أخذ عينة من المريء للفحص الباثولوجي، وكانت النتيجة Incomplete intestinal metaplasia فأرعبني الطبيب، وقال بأنني أحتاج إلى عملية بسرعة، فذهبت إلى طبيب آخر، وقال لي: بأن هذا الأمر طبيعي، وكذلك التحليل طبيعي، ووصف لي دكسيلانزوبرازول 60، وتناولته يوميا، فارتحت عليه، وذهب الألم والحرقان.

فهل ما أعاني منه أمر خطير؟ وهل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أم لا؟ وهل أنا أحتاج بالفعل إلى عملية جراحية لربط صمام المعدة، أم يمكنني الاستمرار على الدواء؟ حيث أنني أعلم أن من مضاعفاته أنه يسبب ضعفا في العظام، ولذلك قللت الجرعة، وجعلتها كبسولة كل يومين، فما الحل يا دكتور لو كان الاختيار هو الاستمرار على الدواء؟ وما هي الجرعة التي توصونني بها لتجنب ضرر العظام؟ وما البديل إذا أصبح أيضا لا يؤثر معي مثل الاوميبرازول والبانتوبرازول؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دكتور Dry Heart حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


حسب ما ورد في الاستشارة فإنك تعاني من الارتجاع المريئي منذ عامين, وقد استعملت عدة أنواع من العلاجات، ولازلت تعاني من أعراض الارتجاع, وقد ذكرت في الاستشارة تحسن الحالة بعد العلاج الأخير(دكسي لانزوبرازول 60), وأن نتيجة التنظير والخزعة تظهر وجود ارتجاع من الدرجة الأولى, مع بعض التبدلات، وهذا الأمر لا يدعو للقلق.

والنصيحة حاليا هي: الاستمرار على العلاج الحالي، فإن تحسنت الأعراض فيمكنك المتابعة به ولو حبة كل يومين، وهذا يخفف من تأثيراته الجانبية، ويمكنك أيضا استعماله عند اللزوم عند تحسن الأعراض بصورة دائمة, ولكن إن شعرت بعدم الاستجابة للعلاج؛ فينصح عندها بالعلاج الجراحي لتجنب التأثيرات الجانبية للإصابة المزمنة بالارتجاع، وإليك لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي:
الارتجاع المريئي ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة، والحموضة، وصعوبة البلع، مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة بالفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة، وبحة في الصوت, وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب وضيق النفس، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي: تناول الأطعمة الحارة: كالفلفل، والبهار، والشطة, وكذلك الأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة, والأطعمة المقلية والدهون، والبصل، والنعناع، والشوكولاتة، والقهوة والشاي، والكحول، والمشروبات الغازية.

ويتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعفا وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة.

والعلاج يعتمد على:
- الحمية أولا.
- ومحاولة تخفيف الوزن.
- والابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا، أو التخفيف منها قدر الإمكان.
- عدم النوم بعد الطعام مباشرة.
- عدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام.
- التخفيف من حجم الوجبة الغذائية، والاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين.
- وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية: أفضل الأدوية حاليا هي ما تسمى: (مثبطة مضخة البروتين)، مثل: البارييت، والاوميبرازول، والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي والعلاج الجراحي، ويمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة؛ لأنها بالتنظير وليست بالتدخل الجراحي.

نرجو لك من الله دوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً