الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي خوف ورهاب اجتماعي.. كيف أغير نفسيتي؟

السؤال

السلام عليكم..

أبلغ من العمر 40 سنة، مصاب بداء الباركسون، منذ فترة طويلة، وما زالت لدي هذه الأعراض النفسية التالية:

الخوف والرهاب الاجتماعي: لا أستطيع الذهاب للحفلات أو التواجد مع مجموعة، ولا أستطيع التحدث، لدي خوف عندما أجلس وحيدا في البيت، أو الحديقة، أو مكان بعيد، لا أستطيع البقاء إلا مع مجموعة، لا أستطيع النوم منفردا أبدا أصاب بالهلع.

أريد أن أغير نفسي؛ لأنني في تعب مزمن، بما أنني أتناول سيفرول مع سيليجيلين مع امانتادين، أعطاني الدكتور البروزاك استمريت عليه 10 أشهر دون فائدة، ثم غير الدواء إلى سيريوسات استمريت 8 أشهر دون أشعر بفائدة، ثم غير الدواء إلى سيبراليكس مع سيركويل، واستمريت تقريبا سنة دون أن أشعر بفائدة وأنا الآن مستمر عليهم، وأريد أيقافهم.

قدموا لي الوصفة التي تغير من نفسيتي، أرغب في العلاج، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الله تبارك وتعالى حبانا بدفاعاتٍ نفسية عظيمة لنواجه بها هذه المصاعب المرضية، مثل الإصابة بالشلل الرعاشي الذي تعاني منه.

أخي: قطعًا أنا أتعاطف معك جدًّا، ولا أُقلل أبدًا من الحالة التي تعاني منها، لكن أودُّ أن أهمس في أذنك بقوة ألَّا تتعامل مع نفسك كشخص مُعاق، أنت لا زلتَ -إن شاء الله تعالى- لديك مقدرات، تستطيع أن تتخلَّص من الكثير والكثير جدًّا من أعراض هذا المرض من خلال الفعالية والإصرار على الفعالية، لا بد أن تكون هنالك إرادة، لا بد أن يكون هنالك تحدِّ حقيقي مع حالتك هذه.

هذا مهم جدًّا من الناحية التكيُّفية ومن الناحية العلاجية، يجب أن تُصِرَّ على أن تكون فعّالاً، يجب أن تُصِرَّ على أن تكون ساعيًا دائمًا لتطوير مهاراتك، أن تتواصل اجتماعيًا، أن تُصلي مع الجماعة، أن تكون مع جماعتك، وأن تنصح هذا، وتأخذ رأي ذاك، وأن تقرأ وأن تتطلع... لا بد – يا أخي – أن تنتهج هذه المنهجية؛ لأنها هي التي ستفيدك، ورياضة المشي حتى وإن كانت بسيطة مهمَّة جدًّا لتحسين الدافع النفسي في حالة الإصابة بالشلل الرعاشي.

من ناحية الأدوية – أخي الكريم -: السبرالكس هو الأفضل؛ لأنه نقي ولا يتفاعل أي تفاعلات سلبية مع أدوية الشلل الرعاشي، ولا يزيد منه أبدًا، مثلاً: عقار زيروكسات ربما يؤدي إلى رجفة بسيطة، لكن السبرالكس لا، هو الأنقى، وهو الأفضل.

ربما تحتاج أن ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرام يوميًا بعد استشارة طبيبك، وجرعة السوركويل أفضل أن تكون صغيرة، خمسة وعشرين إلى خمسين مليجرامًا ليلاً، لكن الدوافع السلوكية على الأسس التي ذكرتها لك مهمَّة جدًّا، أن تدفع نفسك لأن تكون شخصًا فعّالاً، الله تبارك وتعالى أعطاك القوة وأعطاك الإرادة، لا تتعامل مع نفسك كمعاق - أخي الكريم - وهناك الكثير والكثير الذي يمكن أن تقوم به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على التواصل مع استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا بّالُقًرَإنَ أحُيَا

    العلاج بالتقرب من الله عز وجل.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً