الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها بعد عملية الناسور؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ ثلاثة أسابيع ظهر لدي خراج في منطقة العصعص لأول مرة، ولم تظهر أي علامات من دم أو صديد قبل هذا، فقمت بإجراء عملية تخدير كامل، تم فتح الخراج وتنظيفه، وقد لاحظت بعد العملية بأن هناك فتحتين، الأولى صغيرة وعميقة بعض الشيء، والثانية فتحة طولية جانبية عميقة بين الأليتين، وقام الطبيب بإزالة الجزء الملتهب من الناسور وتنظيفه، وترك الجرح مفتوحا، وبمراجعته أخبرني أن الجرح التئم بشكل كبير.

هل يمكن استئصال الناسور بشكل كامل في حالة وجود خراج؟ وهل استئصال الجزء الملتهب فقط وتنظيف المكان وترك الجرح مفتوحا، يمكن بعدها ظهور الخراج والالتهابات مرة أخرى؟ وهل يستوجب علي بعد معرفتي بأن لدي ناسورا القيام بعملية أخرى لاستئصاله بشكل كامل، حتى مع عدم وجود التهاب أو خراج؟ وهل يمكنني التكيف مع وجود ناسور غير ملتهب، وبلا صديد، ومع الحفاظ على التعليمات؟

أرجو منكم بعض التعليمات للحفاظ على المنطقة من مطهرات أو غسول أستمر عليه يوميا، وإزالة الشعر بالحلاقة، أم بالكريمات أفضل؟

آسف للإطالة عليكم، وشكرا لكم، وجزاكم الله كل الخير والبركة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتكون الناسور بين نهاية المستقيم والجلد الخارجي حول فتحة الشرج، بسبب تكرار الالتهاب في بصيلات الشعر، أو الغدد الدهنية، أو الغدد العرقية الموجودة في المكان حول الشرج، وكذلك بسبب الجروح الناتجة عن إزالة الشعر بموس الحلاقة، وبالطبع يفضل إزالته بالكريم، بعد التأكد من عدم وجود حساسية لمكوناته.

وقد يحدث التهاب في منطقة مجاورة لفتحة الناسور بنفس الطريقة والكيفية، وبالتالي قد تجد فتحة للناسور ومنطقة مجاورة ملتهبة، وهذا الالتهاب قد يزول مع تناول العلاج، أو يتطور الأمر إلى تكوين فتحة ناسور ثانية، ومن المعروف أنه مع خروج الإفرازات والدم والصديد من الناسور يختفي الألم، وعند غلق فتحة الناسور، تتوقف تلك الإفرازات عن الخروج، ويزيد الألم مرة أخرى.

والخراج هو التهاب جديد في المكان، وفي حال وجود عين للخراج يجب فتحه لإخراج الصديد منه قبل إجراء الجراحة، حتى لا يتلوث الجرح والمكان، والأصل في عملية استئصال الناسور هو ترك الجرح مفتوحا، حتى لا يلتئم الناسور مرة أخرى، بل يجب استئصاله مع ترك الجرح ليلتئم على طبيعته.

والآن يمكنك الحكم على نجاح العملية أو الحاجة إلى استئصال ما تبقى من الناسور من خلال الملاحظة للفترة التي تلي العملية، وهل هناك انتفاخ أو ألم في المكان من عدمه، والمهم المحافظة على عدم تلوث الجرح بالغائط بعد التبرز، مع الغيار على الجرح، والجلوس في ماء دافئ مع الديتول، ثم تنشيف الجرح والمحافظة على نظافته، مع استعمال بخاخ المضاد الحيوي للجروح؛ لسهولة استخدامه.

ومن مضاعفات جراحة الناسور: أنه قد يعود للتكون من جديد، وبالطبع فإن نسبة عودة الناسور مرة أخرى ما تزال قائمة، ولكن مع تجنب الجلوس لساعات طويلة، وتجنب إزالة الشعر بالموس، ومع النظافة الشخصية، فإن الأمر سيكون أفضل -إن شاء الله-.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً