الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر والضغط والشعور السلبي أكثر الأوقات، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب جامعي، عمري 25 سنة، أعزب، وأعاني من الربو والحساسية بالجلد.

أشكو من التوتر في كثير من الأوقات، ويزيد ذلك عند حضوري لمناسبات اجتماعية، لا أجد راحتي أبدا في أي حوار أخوضه مع أي شخص غريب، وحتى مع بعض الأقرباء من العائلة بشكل أقل، والتفكير بعد حدوث بعض المواقف، حيث أعيد تحليل ما حدث، مما يسبب لي الضغط والشعور السلبي، وأجد نفسي في مزاج سيء أو دون المتوسط في أغلب الأوقات، وعصبي وسريع الانفعال، لا أجد المتعة في الحياة، ولا أجد نفسي متحمسا لفعل أي شيء، وكأن الحياة تحصيل حاصل، وأحاول قضاء اليوم بأقل الخسائر، لا أخرج كثيرا كي لا أواجه الناس وأتعرض للإحراج، هذا باختصار شديد.

وبالنسبة للعلاجات: لم أتلق أي علاج أو استشارة من قبل، ولا أرغب في زيارة الدكتور.

وقد مرت بي فترة منذ 4 سنوات، حيث دخنت سيجارة الحشيش لفترة 3 شهور تقريبا، ومن ثم تركتها، وحاليا أتناول بوب ليريكا، حيث استفدت منها من ناحية التفكير والراحة النفسية، وإلى حد ما اجتماعيا أفضل، ولكني وجدت نفسي أزيد الجرعات بشكل كبير إلى أن وصلت خمس حبات في اليوم أتناولها إلى الآن لمدة أسبوعين، وتوقفت عن أخذها، ولكن حدثت أعراض عكسية مثل: الاكتئاب الشديد جدا، لذلك عدت لأخذها ولكن بكميات أقل، وخلال هذا الأسبوع بإذن الله سوف أتوقف عن أخذها تماما، وهذا الدواء لم يوصف لي، بل أخذته من صديق.

أرجو منكم الإفادة في أقرب وقت، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: أنت تعاني من مشاكل نفسية عديدة، متمثِّلة في التوتر والرهاب الاجتماعي، أو العزوف عن المناسبات الاجتماعية، والتفكير الكثير والحساسية الزائدة تجاه ما يحدث في حياتك من تكرار ما يحدث تحليله، وسُرعة الغضب والانفعال، وأدَّى ذلك إلى الإحباط والاكتئاب، والذي أوجزته في أنك تحاول قضاء اليوم فقط، ولكن للأسف حاولتَ أن تُعالج هذه المشكلة بمشكلة أخرى، وهي تناول شيء ليُغيِّر مزاجك، بدأتَ بالحشيش قبل ثلاثة أشهر، والحمدُ لله توقفت عنه، والآن لجأت للـ (لاريكا).

ما هو اللاريكا –يا أخي الكريم-: اللاريكا دواء مضاد للصرع، ولكن اكتُشف أنه يُساعد في الآلام، ولذلك يُعطى للآلام المصاحبة لمرض السُّكر بدرجة كبيرة، ليس له استخدامات في الطب النفسي، والآن تناولك له بهذا الشكل هو نوع من الإدمان أو الاعتمادية، والحمد لله أنك أحسست بذلك وبدأتَ التوقف عنه بالتدريج حتى تتوقف عنه نهائيًا.

نصيحتي الغالية لك: لا تحاول أن تُعالج مشاكلك النفسية بمشكلة أخرى، أو تقوم بتناول أدوية دون أن يُحدد تشخيص حالتك، لأن لكل حالة دواء، ولكل داءٍ دواء، ما عليك إلا التوجّه إلى طبيب نفسي، هذا هو الحل، وإن لم يكن في استطاعتك مقابلة طبيب نفسي فعليك بمعالج نفسي، مشكلتك نفسية، وعلاجها نفسي، وقد لا يكون بالأدوية وإنما بالعلاج النفسي، بالجلسات النفسية، لمساعدتك في التخلص من هذه الأعراض النفسية التي تؤثِّر عليك وتعيق حياتك.

ويتم ذلك الآن بعمل جلسات نفسية منتظمة ومنضبطة لتمليكك مهاراتٍ سلوكية مُحددة، من خلالها يمكنك تغيير السلوك السالب وإحداث سلوك إيجابي، وتغيير الطريقة التي تنظر بها أو تؤثِّر عليك في حياتك، وهذا يتم بطريقة علمية مدروسة، وإن كان هناك علاجات فسوف تُعطى علاجات مُحددة لا تؤدي إلى الإدمان أو الاعتمادية.

فنصيحتي لك بالتوقف عن معالجة المشكلة بمشكلة أخرى، التوقف عن تناول أي شيء من تلقاء نفسك، والتوجُّه إلى أقرب طبيب نفسي أو معالج نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً