الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الاجتماعي والخجل الزائد، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا بعمر 35 عاماً، وزني 55 ك، وغير متزوج، أعاني من الرهاب الاجتماعي والخجل الزائد منذ سنوات، ما أدى إلى تدهور في حياتي اﻻجتماعية والعملية، وأشعر دائماً بالخوف من المناسبات اﻻجتماعية، وأرفض الذهاب، وأحاول الهروب، وأشعر كأن الناس تراقب كل تصرفاتي، وأخشى من اﻻنخراط في أي نشاطات اجتماعية، أو حتى الحديث مع الغرباء، أو خارج محيط الأسرة، وأفضل الجلوس في المنزل على الخروج! حتى إجراء مكالمة تليفونية مع شخص غريب تصيبني بالتوتر والخوف!

إن مجرد التفكير في حدث اجتماعي سأحضره يصيبني بالخوف، وأشعر بجفاف في الفم وتعرق، وانخفاض في حدة الصوت، وزيادة في ضربات القلب.

أنا أشعر أن حياتي أصيبت بالشلل، وﻻ أستطيع التقدم في أي شيء، فأرجو إفادتي بنصائح ودواء، وقد قرأت كثيراً عن ثيروكسات cr، وزولفت، ومودابكس، هل هذه الأدوية تتعارض مع مضادات الهستامين والفيتامينات؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: الرهاب أو القلق الاجتماعي والخجل هو أعراض للقلق والتوتر التي تظهر عادةً في المناسبات الاجتماعية، وتُحسب مدى خطورتها بكمية الأعراض التي تحدث، ومدى تأثيرها على الشخص، وإذا أثَّرتْ على حياة الشخص العملية أو الاجتماعية أو العائلية – كما حصل معك – فهذا يدعو إلى العلاج، والعلاج – يا أخي الكريم – هو علاج دوائي وعلاج نفسي.

العلاج النفسي هو العلاج السلوكي المعرفي، ويتم من خلال جلسات مُحددة، يتم فيها تعرُّضك بصورة منتظمة ومتدرِّجة للمواقف التي تُسبب هذا الهلع والخوف، حتى يتم التخلص من الهلع أو الخوف بصورة متدرِّجة، وهذا يتم من خلال معالج نفسي له دراية كبيرة بالعلاج السلوكي المعرفي، يقوم بتحليل السلوكيات التي تحصل عندك فيها المشاكل تحليلاً وافيًا ومفصَّلاً، وبعدها يضع خطة علاجية مُحكمة.

هذا من ناحية العلاج السلوكي المعرفي. أما العلاج الدوائي فالعلاجات المُثلى هي مشتقات الـ (SSRIS) وعلى رأسها الـ (سيروكسات Seroxat) أو ما يُعرف علميًا (باروكستين Paroxetine)، وكذلك الـ (زولفت Zoloft) أو ما يُعرف علميًا بـ (سيرترالين Sertraline).

أنا أنصحك بالسيرترالين، لأنه لا يُسبب أعراض انسحابية عند التوقف منه بقدر الباروكستين، وإن كان أيضًا يحتاج للتوقف عنه بالتدريج. وثانيًا: لأنه أقلَّ تهدئة من السيروكسات، وهذا يقودنا إلى أنه ليس بينه وبين مضادات الهستامين تعارض، إلا أن كلاهما مُهدئان ويؤديان إلى النعاس، فلذلك وجب الحذر عند استعمالهما معًا إذا كنت تقود سيارة أو تعمل على مكيناتٍ – أو هكذا – لأنهما مُهدئان، ولا تتعارض أبدًا على الإطلاق مع الأنفتامينات.

إذًا نصيحتي لك باستعمال الزولفت، ولكن يجب أن يكون هذا من خلال مقابلة طبيب نفسي مقتدر، لمتابعة تحسُّنك ووضع خطة مُحكمة للتوقف عنه بعد التخلص من هذه الأعراض، يُصاحب ذلك العلاج السلوكي المعرفي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً