الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وخوف من الموت وخفقان القلب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحياتي لك دكتور وللقائمين على الموقع.

أعاني من قلق وخوف من الموت، والمجهول، وأتوتر كثيراً في حالة الخوف من أمر ما، أو عندما أكون في مكان عام فيه الكثير من الناس، لذلك أميل أكثر للانعزال!

من الناحية الجسدية أعاني من خفقان القلب بعد الطعام، والشعور بالتعب والخمول، كما أشعر بالتعب عند بذل أي مجهود بسيط، حتى في المشي لمسافة قريبة.

راجعت طبيب أمراض داخلية فشخص حالتي باسم (توتر همودي)، ووصف لي دواء (ديانكسيت Deanxit) بعد الغداء، و(تربتيزول Tryptizole) عيار 25 قبل النوم لمدة أسبوع ثم رفع الجرعة ل 50 لمدة ستة أشهر.

هل هذا العلاج جيد، كون الطبيب غير مختص بالأمراض النفسية؟ وإذا كان غير جيد فما هو العلاج الأفضل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعدون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم الذي تعاني منه هو نوع مما نسميه بقلق المخاوف، وهو كثيراً ما يكون مصحوباً بالتوتر النفسي الداخلي.

بالنسبة لموضوع الشعور بالخمول وتسارع ضربات القلب بعد تناول الطعام؛ هذه ظاهرة معروفة ناتجة عن زيادة في إفراز الأنسولين، وحين يفرز الأنسولين كردة فعل لتناول الطعام -هذا يحدث لبعض الناس- هنا ينخفض مستوى السكر قليلاً، وهذا يؤدي إلى الخفقان والشعور بالخمول، وربما التعب، هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية، ولا تعتبر مرضاً أبداً.

بالنسبة لميلك للتعب والإجهاد بأقل مجهود، هذا –أخي- قد يلعب الاكتئاب فيه دوراً، أنا لا أراك مكتئباً حقيقياً، لكن يظهر لي أنه لديك شيء من عسر المزاج.

أخي، الرياضة لا بد أن تكون منهجاً لك في حياتك، حتى وإن كنت تحس بالتعب مع أي مجهود؛ فبتكرار ومواصلة المشي أو أي نوع من الرياضة الأخرى سوف تتجلد طاقتك، وإن شاء الله تعالى تحس أنك في وضع جسدي ونفسي أفضل.

أريدك أن تحرص على النوم الليلي المبكر؛ فالنوم الليلي المبكر له مميزات عظيمة؛ لأنه يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الجسم، وكذلك خلايا الدماغ، والإنسان حين ينام مبكراً ويستيقظ لصلاة الفجر بطاقة جيدة وإيجابية، ويبدأ يومه بالفعل؛ سيحس بقيمة النوم الليلي المبكر وفائدته التي سيجنيها، وهذا يعني أن تتجنب النوم النهاري.

أخي الكريم، أنت راجعت طبيب الأمراض الداخلية أو الباطنية، وقطعاً قام بإجراء بعض الفحوصات لك أقصد بذلك الفحوصات المختبرية الأساسية، وإن شاء الله تعالى تكون كلها سليمة.

الدواء الذي أعطاه لك الطبيب وهو الـ (ديانكسيت Deanxit) دواء جيد لعلاج القلق، والـ (تربتزوال Tryptizole) من الأدوية قديمة نسبياً، لكنه دواء متميز لعلاج القلق والاكتئاب وتحسين النوم، له بعض الآثار الجانبية أنه ربما يؤدي إلى شعور بالجفاف في الفم أو الثقل في العينين، أو الإمساك، هذا غالباً يحدث في بداية العلاج، وبعد ذلك يختفي تماماً.

الأدوية أدوية سليمة وجرعة 50 مليجرام حين تصل إليها أعتقد أنها سوف تكون جرعة كافية جداً يمكنك أن تستمر عليها لمدة 6 أشهر مثلاً ثم تخفضها بعد ذلك إلى 25 مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر ثم 25 مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أما الديانكسيت؛ فأعتقد أنك سوف تحتاج له بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أو حسب ما يراه طبيبك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً