الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس أني منقطعة عن العالم وسأموت.. دلوني على العلاج

السؤال

السلام عليكم

الحقيقة أنني ترددت قبل بعث الرسالة؛ لأني بدأت أفقد الأمل في علاجي، والله حالتي صعبة جدّا.

دكتور: أنا أبلغ من العمر 27 سنة، متخرّجة (مصممة أزياء)، مخطوبة وحاليا لا أعمل.

منذ أربع سنوات بدأت في حالة وسواس وفزع، تزول مدّة، ثمّ تعود، (وسواس الموت)، بدأت حالتي عندما كنت أتناول الغداء مع أهلي، وفجأة أحسست بشعور غريب، وكأنني انقطعت عن العالم أو في حلم، فكّرت أنني سأموت ونطقت بالشهادة، وعندما أسعفوني للمشفى تبين أنّ ضغطي نزل كثيرا، وهناك احتمال لوجود مشكلة بالقلب، وهنا بدأت معاناتي وتفكيري المستمر بالموت .

عندما ذهبت لطبيب اختصاصي في أمراض القلب، وبعد الفحص تبين أنني لا أعاني من أي مشكلة بالقلب، وبعدها قمت بعدّة تحاليل، وتبين أنني لا أعاني من أي مرض، سوى نقص عادي في الحديد، لكن كنت أشعر بأن لدي مرضا.

(مع العلم أن أختي تعرّضت لهذه الحالة قبلي، وكنت عندما أشاهدها كيف تتصرف أستغرب)، كنت أشعر أنني لا أعيش مع الناس وكأنني في حلم، وكرهت كل شيء حتى الأعياد، وخصوصا رمضان؛ لأنه يذكرني بفترة المرض، وأحيانا أسأل نفسي من أنا؟ ومن هذا الشخص؟ وأين أنا؟ مع العلم أني أعلم جيدا ما هي الإجابة.

ثم التجأت للمعالجين الروحانيين؛ لأن أغلب الأهل توقعوا أن أكون مسحورة أو محسودة، ولكن لم أتحسن، بعدها قمت بزيارة طبيب نفساني ووصف حالتي بـ "dépersonnalisation "، ووصف لي دواء "Deroxat" وبدأت أتحسّن لكن زاد وزني، فانقطعت عن الدواء والطبيب وزال المرض.

كنت كلما أعود لمنزل أهلي (أدرس بعيدا) في العطل يعود معي ذلك الإحساس الرهيب، وتلك الخنقة في الحلق وتشنج الأعصاب، فكرهت العودة لهناك، وهذا ما زاد ألمي، وهو غضب والدي مني.

والآن أنهيت الدراسة وواصلت العيش بعيدًا عن أهلي وبقيت بالبيت وخُطبت، ومؤخرا عادت نفس الحالة مصحوبة بآلام مختلفة، ورفرفة بالصدر، ودوار، حزن دائم، آلام في الرأس، صعوبة في البلع، نفس ضيق، صعوبة في النوم، زيارات عديدة للأطباء، أريد الخروج من البيت دائما، وعندما أسمع عن شخص مات يزداد رعبي وخوفي، وخصوصا موت الفجأة، وأعلم كل العلم أن الموت علينا حق، وأقوم بصلاتي وأقرأ أذكار الصباح والمساء.

دكتور: أتمنى أن تساعدني، فأنا في أمس الحاجة للمساعدة، مع العلم أن خطيبي يقوم بكل جهده لمساعدتي، وأخاف أن يمل ويتركني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، بفضل من الله تعالى إيجابياتك ومآثرك في الحياة كثيرة، تخرجتِ وتعملين بفضل الله تعالى، وأنت الآن مقدمة على الزواج؛ هذه أشياء عظيمة في الحياة يجب أن تكون محفزة لك من أجل المزيد من الإنجاز والشعور بالرفاء والهناء والسعادة.

حالتك أتفق معك أنها مزعجة، ولكن أؤكد لك وبصورة قاطعة أنها ليست خطيرة، أنت تعانين من قلق المخاوف، وقلق المخاوف له مكونات عديدة جداً منها:

الشعور بالخوف، الفزع، الخوف من الأمراض، نوبات الهرع، الشعور بدنو الموت، مما يعرف باضطراب الآنية، والذي شخصه الطبيب هذا كله شيء في بوتقة واحدة، وهو قلق المخاوف، لا أريدك أبداً أن تعتقدين أنك تعانين من عدة أمراض، المكونات مختلفة لكن الجوهر واحد، وهذه الحالات بفضل الله تعالى تلقائياً تبدأ في الانحصار والتحسن بمرور الزمن، خاصة إذا تفهم الإنسان طبيعتها، ونحن من هنا نحرص تماماً أن نقول لك التشخيص وهو قلق المخاوف، وكل الأعراض الجسدية هي أعراض نفسوجسدية ناتجة من هذا الذي تحسين به، ليس لديك قطعاً مرض في القلب -والحمد لله- على ذلك.

إذاً العلاج من خلال التفهم مجرد فهم الحالة نعتبره علاجاً جيداً، وأن تبدأ في تحقيرها وعدم الاهتمام بها، وأن تجعلي حياتك قائمة على أساس التفكير الإيجابي، وأن تمارسي شيئاً من الرياضة، وكذلك التمارين الاسترخائية، هذه تعتبر علاجا أساسيا، حسن توزيع الوقت يصرف انتباه الإنسان عن هذه الأعراض، وبعد ذلك يأتي موضوع العلاج الدوائي كل مضادات القلق والخوف مفيدة، ومفيدة جداً في مثل حالتك الديروكسات دواء ممتاز، لكن أتفق معك أنه قد يزيد الوزن لدى بعض الناس، أنا أعتقد أن عقار فلوكستين، وهو البروزاك، وإن كان لا نعتبره أفضل الأدوية، لكنه دواء جيد من حيث الفاعلية، ولا يؤدي إلى أي زيادة في الوزن، أعتقد أنه سيكون خياراً ممتازاً يمكنك أن تستشيري طبيبك فيه.

والجرعة هي أن تبدئي بجرعة 20 مليجرام يومياً، تناوليها بعد الأكل، استمري عليها لمدة أسبوعين، ثم اجعليها كبسولتين يومياً أي 40 مليجرام، وهذه الجرعة العلاجية المطلوبة في مثل حالتك 40 مليجرام ستكون جرعة كافية جرعة جيدة، جرعة مفيدة جداً بالنسبة لك، وتستمرين عليها لمدة 4 أشهر، بعد ذلك خفضيها واجعليها كبسولة واحدة في اليوم لمدة 4 أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، أراه دواء ممتازا استشيري طبيبك حوله.

أنا سعيد جداً أنك تحافظين على صلواتك، وتقرئين أذكارك صباحاً ومساء، ودعمي ذلك بتلاوة ورد يوميٍ من القرآن، واستمعي من وقت لآخر إلى الرقية الشرعية، هذا من وجهة نظري كاف تماماً -وإن شاء الله تعالى- حين يتم الزواج سوف تشعرين بطمأنينة واستقرارٍ أكثر.

خطيبك متفهم لحالتك، لا تكثري من الشكوى له، لكن أعتقد أنه عازم على الزواج بك، وهذا أمر طيب وجميل.

علاج الخوف من الموت سلوكيا 259342 - 265858 - 230225

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • قطر محمود

    اختي انا نفس حالتك وممكن اسوء كمان ربنا يشفيكي ويشفينا، والاومر زادت على اسوء عندما تغربت برا البلاد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً