الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من أن أتزوج ومن تحمل المسؤولية خوفا من المحاسبة، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عندي خوف من الزواج وإنجاب الأطفال، وخائف من تحمل المسؤولية إذا تزوجت.

عندي نظرة سوداوية، وأقول في نفسي لماذا أتزوج وأنجب أطفالا، ومن ثم ربما الأطفال لا يعيشون حياة سعيدة! وخائف أن أسأل عنهم يوم القيامة، وأقول لنفسي لماذا أعرض نفسي لهذا الأمر؟ لماذا لا أبقى عازبا أفضل، ما الحل لمشكلتي؟ أنا كنت متفائلا، والآن عندي إحباط!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا تفكير غريب وبعيد عن طبيعة النفس البشرية السوية التي تميل إلى الزواج والذرية وتتمنى ذلك.

فإذا كانت هذه الحالة مجرد خواطر في نفسك تذهب وتعود فهو تفكير سلبي فلا تسترسل معه، بل اقطعه وفكر تفكيرا إيجابيا في الحياة، ودرب نفسك على تحمل المسؤلية وقارنها بمن تزوج وأنجب وسعد بزواجه وذريته، وابتعد عن بعض النماذج الفاشلة في الحياة الزوجية حتى لا تصاب بإحباط منها، وحتى تذهب هذه الخواطر السلبية عنك أكثر من التفكر في الجوانب الإيجابية في الحياة الزوجية من السكن والاستقرار النفسي للزوجين والذرية؛ فالزواج آية من آياته في الكون، قال سبحانه: ﴿وَمِن آياتِهِ أَن خَلَقَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا لِتَسكُنوا إِلَيها وَجَعَلَ بَينَكُم مَوَدَّةً وَرَحمَةً إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾.[الروم: ٢١]

والذرية الصالحة زينة الحياة الدنيا؛ قال سبحانه: ﴿المالُ وَالبَنونَ زينَةُ الحَياةِ الدُّنيا وَالباقِياتُ الصّالِحاتُ خَيرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوابًا وَخَيرٌ أَمَلًا﴾.[الكهف: ٤٦].

فلا تحرم نفسك هذه الأمور الطيبة في الحياة الزوجية بهذا التفكير السلبي، وخوفك من عدم التربية للذرية ليس في محله بل تزوج وخذ بالأسباب وادعو الله بصلاح الذرية، وافعل ما يجب عليك نحوهم؛ فإن قدر الله عدم صلاحهم بعد بذلك لكل الأسباب؛ فلست مؤاخذا على ذلك، فالهداية بيد الله سبحانه.

وإن كانت هذه الحالة النفسية مسيطرة على تفكيرك وليست مجرد خواطر تذهب وتعود فأنصحك بعرض نفسك على طبيب نفسي يشخص حالتك ويعطيك العلاج المناسب.

أسأل الله أن يصلح حالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً