الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف السبيل الامثل للتخلص من تناول ما يعرف بالتمباك والشمة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 28 سنة، تعاطيت مخدر الكالة، (تعرف بالتمباك والشمة) لمدة 10 سنوات، وأصبحت لدي عزيمة قوية لتركها، لأني أريد أن أرضي الله، ثم أرضي والدتي التي وعدتها بتركها قريباً، فأصبحت أستعملها 3 أو 4 مرات يومياً.

لا أخشى من أعراض تركها، فأنا قادر على مواجهة الأعراض بعون الله وإذنه، ثم بوعيي الكامل بها، لكن كيف أتعامل مع الوسواس الذي يصاحبني، وتخوفي من أن المخدرات تقوم بكبح عدة أمراض في الجسم، وتتركها في حالة سبات، وأن الإقلاع قد يجعل هذه الأمراض تظهر فجأة، وقد أصاب بسرطانات أو مرض سكري أو التهابات مزمنة نتيجة انقطاع هذه المادة عن الجسم، فهل هذا صحيح؟

أرجوكم ساعدوني فأنا أحتاج أن أطمئن نفسياً.

أسأل الله أن يعين كل من ابتلي بها - فأرجو منك - يا دكتور – النصيحة, وشكرًا

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الكالة أو التمباك – كما ذكرت – والتي تُصنّع من التبغ أو مشتقات التبغ تؤدي إلى الإدمان، والإدمان يحدث لمادة النيكوتين الموجودة في التبغ، وهي التي تُحدث الإدمان، والاستمرار على الكالة أو التمباك أو الشمَّة أو السجائر تؤدي إلى أعراض جسدية، وغالبًا حدوث سرطان على حسب استعمال هذه المواد، فتدخين السجائر يؤدي إلى سرطان الرئة، والشَّمَّة التي تُوضع تحت اللثة تؤدي إلى سرطان الفم، وأشياء أخرى مثل مشاكل الأسنان وأمراض القلب وكثرة الذبحات الصدرية وقُرحة المعدة؛ كلها مرتبطة بالتدخين واستعمال الكالة أو الشمَّة.

يا أخي الكريم: لابد من التوقف نهائيًا، لا ينفع أن تُخفف، لابد من التوقف نهائيًا عن تلك المواد، والأعراض الانسحابية عادةً لا تستمر أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام، نعم قد يكون بعد التوقف شوق إليها ومحاولة للرجوع إليها، ولكن لا تفعل، ويمكنك أن تلجأ إلى أشياء أخرى للمساعدة في هذا التوقف، مثل ملصقات النيكوتين التي تُوضع على الجلد، أو بخاخ النيكوتين، أو لبان النيكوتين، كل هذه الأشياء تساعد على عدم الرجوع بعد التوقف، ولابد من التوقف التام، لا ينفع التوقف التدريجي، لأن هذا يجعلك تأخذ أيضًا كمية أكبر من النيكوتين.

أحسنت بما فعلتَ من إرضاء ربك ثم إرضاء والدتك، وأيضًا من أجل صحتك – يا أخي الكريم – لأن هذه الأشياء ثبت أنها مُضرَّة بالصحة إضرارًا بالغًا، وتؤدي إلى السرطانات والوفاة، والإحصاءات موجودة، فكل حالة وفاة تحدث كل ست ثوانٍ في العالم كله.

أما ما يقال أن هذه الأشياء كانت تُخفي بعض الأمراض، وعند التوقف منها تظهر الأمراض؟ هذا الشيء لا أساس له من الصحة بتاتًا، نعم قد يحصل صدفة أو قدرًا أن بعض هؤلاء المدمنين على هذه المواد تكون عندهم أمراض معينة مختفية ولم تظهر حتى يتوقفوا عن تلك المواد المخدرة، واستعمالهم لهذه المواد كان يجعلهم غير مركزين أو متناسين تلك الأمراض، وعندما يتوقفون عن تناول هذه المواد يحسُّون بأعراض هذه الأمراض، ليس لأن هذه المواد المخدرة تُخفي تلك الأمراض، ولكن لأن الإدمان عليها يمنع متعاطيها من الإحساس بالأمراض، ولذلك عند التوقف عن تناول هذه المواد المخدرة يبدأ عندهم الإحساس بأعراض هذه الأمراض ويشكون منها.

نصيحتي لك ولكل مَن هو مُصابٌ بهذا الداء :أن يتقوا الله ويتوقفوا، هذه أمراض خطيرة، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن النيكوتين من أشد المواد التي تُسبب الإدمان، ومن أشد المواد التي تُسبب ضررًا على صحة الإنسان الذي يتعاطاها.

نسأل الله الكريم أن يقي شبابنا، ويتوقفوا عن تناول هذه الآفات في أُمتنا الإسلامية والعربية وفي كل العالم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول abubakr

    نسال الله عز وجل ان يهدينا من هذه المحرمات

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات