الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تناول السبرالكس لعلاج القلق بدأت أشعر بالتحسن، فهل له أعراض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

عمري 22 سنة، عندما كان عمري 16 سنة تقريبا ذهبت إلى الطوارئ بدعوى ضيق تنفس، ولكن عند قياس الضغط كان مرتفعا قليلا، عندها ذهبت إلى طبيب باطنة، وعملت فحوصات شاملة للدم وأشعات وكانت سليمة.

عندها بدأت أخاف من ضغط الدم، وأوسوس من أمراض القلب، وكنت أشعر دائما باختلاف بنبضات القلب وسرعة النبضات، عملت فحوصات لدى طبيب القلب من إيكو إلى رسم قلب 24 ساعة إلى قياس ضغط 24 ساعة، وتحاليل دم، وكانت النتائج سليمة والحمد لله.

وصرف لي طبيب الباطنة والقلب دواء أندرال 10 ملجم مرتين يوميا، وأحسست بارتياح عليه.

وكانت تأتيني نوبات هلع، ولم أكن أعرف أنها نوبات هلع إلا قريبا.

كنت أذهب إلى الطوارئ بنبضات القلب وضيق شديد بالتنفس والآلام بالصدر، وتظهر النتائج سليمة، ومرت عدة سنوات كنت أعاني فيها من نوبات الهلع من حين إلى آخر، ومن النبضات وسرعتها واختلافها، مع أن طبيب القلب نفى أي مشكلة لديّ، ولكن لازلت أشعر بالنبضات من حين إلى آخر، وأحيانا تأتيني كثيرا بعد الأكل مباشرة.

وفي إحدى المرات وسوس لي الشيطان فارتكبت خطأ مع فتاة، وأسأل الله المغفرة، عندها أتاني وسواس شديد أنني مرضت مرضا خطيرا، وعندها أصبحت حالتي النفسية سيئة جدا من اكتئاب وقلق ووساوس، وعملت عدة تحاليل وكانت سليمة، خفت شهيتي قليلا، وأصبحت أكثر انعزالا ولا أتكلم مع أحدا.

وبعدها بشهرين أتتني نوبة هلع فاضطررت فيها الذهاب إلى الطوارئ، وكانت التحاليل سليمة، عندها نصحني طبيب الطوارئ بالتوجه إلى طبيب نفسي استنادا على سجلي الطبي.

ذهبت إلى الطبيب النفسي، وشرحت له الحالة، ووصفها بالتوهم المرضي والقلق والتوتر.

وصرف لي علاج سبراليكس 10 ملجم مرة يوميا + أندرال 40 نصف حبة يوميا.

ببداية العلاج انتابني غثيان شديد وقلق، وعندما أخذت علاج دوجماتيل أحسست بارتياح من الغثيان، واستطعت إكمال العلاج فوصف لي الطبيب علاج دوجماتيل 50 ملجم مرتين يوميا.

المشكلة أنني أحيانا أشعر بنوبات اكتئاب شديدة مفاجئة دون أي سبب، وأحيانا أشعر أنني شخص طبيعي وبسعادة، وأشعر بقلق أحيانا ووساوس لكنها أخف الآن من قبل الدواء، وأحيانا أشعر أنني مريض.

هناك تحسن بسيط من العلاج منذ 5 أشهر إلى الآن، ولكنني أسأل أيضا عن الأعراض الانسحابية، فهل سوف يكون هناك أعراض انسحابية للعلاج؟ وما هي مدة العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه فعلاً في مُجمله قلق، قلق عام وتوتر، وتعاني من رهاب المرض، وهو أيضًا يندرج تحت اضطرابات القلق، ونوبات الهلع أيضًا تندرج تحت نطاق اضطرابات القلق، وكل هذه هي اضطرابات نفسية وليست اضطرابات عضوية، لذلك كل الفحوصات سليمة، وليس هناك عِلَّة بالجسد، ولكن هناك مشاكل أو اضطرابات في بعض المستقبلات الكيميائية أو العصبية بمخ الإنسان، وهي التي تؤدي إلى هذا القلق والتوتر والهلع والخوف من المرض.

علاج هذه الحالة هو علاج القلق، إمَّا يكون علاجًا دوائيًا، بما يُعرف بمجموعة الـ (SSRIS)، والسبرالكس أحد هذه المجموعة، وهو مفيد، وفعّال في علاج القلق والتوتر.

أما الإندرال فهو فعّال في علاج الأعراض البدنية للقلق والتوتر، مثل الإحساس بزيادة ضربات القلب، والتعرُّق، والرجفة. الإندرال فعّال في هذه الأعراض.

الدوجماتيل أيضًا بجرعاتٍ صغيرة –مثل خمسين مليجرامًا، لأنه يأتي في جرعة مائتي مليجرام– فعّال أيضًا ضد القلق، خاصة الأعراض البدنية للقلق، وخاصة أعراض الجهاز الهضمي، وهذا يفسِّر لماذا تحسَّن الغثيان على الدوجماتيل، لأنه فعلاً فعّال في أعراض القلق، خاصة أعراض الجهاز الهضمي التي تكون مع القلق.

نصيحتي لك: إذا كان بالإمكان مضافة مكوّن نفسي للعلاج، مثل العلاج بالاسترخاء النفسي، فهي تساعد كثيرًا، الاسترخاء إمَّا أن يكون استرخاءً عضليًا بقبض وشد العضلات ثم بسطها وإرخائها، أو الاسترخاء عن طريق التنفُّس المتدرّج (شهيق وزفير)، ويستحسن إذا استعنت بمعالج نفسي يُدرِّبك على طريقة الاسترخاء، ومن ثمَّ تقوم بممارسته بعد ذلك بنفسك في المنزل.

السبرالكس آثاره الجانبية لا تذُكر، وعادةً تكون في بداية تناول العلاج، مثل آلام المعدة أو الغثيان، وهذا ما حصل معك، ومدة العلاج تختلف من شخصٍ لآخر، ولكن عادةً يجب أن تتراوح ما بين ستة إلى تسعة أشهر حتى يتم التحسُّن، وأهم شيء هو زوال الأعراض.

إذًا مدة العلاج تعتمد في المقام الأول على زوال الأعراض وتحسُّن الشخص وممارسة حياته العادية، ومن ثم تكون هناك محاولة لوقف العلاج بالتدريج، وذلك بخفض ربع حبة كل أسبوع، حتى يعود الشخص إلى ممارسة حياته العادية دون مشاكل.

الإندرال يحتاج أيضًا إلى أن يُخفض بالتدريج، وآثاره الجانبية تحديدًا في مَن يُعاني من الربو، فيجب ألا يتناوله من يعاني من الربو أو الحساسية.

الدوجماتيل قد يزيد الوزن لبعض الناس، لأنه مُهدئ نوعًا ما، وهذه هي الآثار الجانبية التي أكثر حدوثًا في تلك الأدوية الثلاثة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً