الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت بعد وفاة أحد أقاربي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي بدأت منذ أن سمعت أن أحد الأقرباء قد توفي، وحضرت للجنازة وبدأت أسمع الكلام عن الموت وأن الإنسان يحس بموته قبل 40 يوما، فبدأ خوفي منذ هذه اللحظة، كلما أشعر بضيق في الصدر أو خوف أحسب من ذلك اليوم 40 يوما، وأقول إن اليوم 40 سأموت فيه.

تفاقم الوسواس بعد مرضي بجرثومة في المعدة، لكن المشكل الأكبر، ممكن أن يكون مضحكًا بالنسبة للجميع، لكنه سبب هلعي منذ أعوام.

كان عمري 14 سنة، وأردت التسجيل في أحد المنتديات التي لا يقبلون فيها سوى الأشخاص الأكبر من 18 سنة، فاخترت الرقم 21 اعتباطا وقلت لهم إن عمري 21 سنة، وبعد أيام لاحظت الرقم وبدأ الوسواس، لماذا 21؟ هل هذه إشارة على أنني سأموت في سن 21؟

المشكل زاد في التطور بعد اقترابي من إكمال 21 سنة، الآن عمري 20، وكلما أرى الرقم 21 أقول إن هذه إشارة إلى اقتراب أجلي، وأصبحت أصادف هذا الرقم كثيرا عندما أشاهد الساعة، أو شحن الجوال أو دقيقة المباراة وغيرها!

تفكيري لا يكاد يخلو من هذه الوساوس يوميا وتعبت حقا، فهل من حل يخفف من هذا الوسواس؟ أم إنه بالفعل ممكن التحقق؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mhammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أنت لديك قلق المخاوف، وبكل أسف توجد أفكار خاطئة شنيعة جداً مثل هذا الذي يقال إن الإنسان يحس بموته قبل 40 يوماً، من الذي قال هذا الكلام أيها الفاضل الكريم؟ فالآجال بيد الله ولا يعلمها إلا الله، والموت يجب أن نخاف منه خوفاً شرعياً ولا نخاف منه خوفاً مرضياً، الخوف الشرعي هو المطلوب، والموت لا يشاور أحداً يأتيه، والذي يتحدث عن علاماته أو شيء من هذا القبيل، هذا كلام خاطئ أيها الفاضل الكريم، توكل على الله واسأل الله أن يطيل عمرك في عمل الصالحات وعش الحياة بقوة، الحياة طيبة، الحياة جميلة، وأنت شاب في هذا العمر الطيب فلماذا تضيع أفكارك ونفسك بالانشغال بهذا الفكر الذي لا أساس له أصلاً ولا شرعية له؟!

الوساوس تتشكل وتتلون وتتبدل كما هو عندك الآن، والوسواس يعالج من خلال التحقير وعدم مناقشته ولا تخضعه أبداً للمنطق، لا منطق مع الوسواس، الوسواس تغلق أمامه كل هذه الأفكار التي تأتيك، فخاطبه قائلاً (قف قف أنت فكرة وسواسية حقيرة لن أناقشك)، كرر مثل هذا القول عدت مراة، ولا تترك مجالا أبداً للفراغ، الفراغ الذهني والفراغ الزمني والفراغ الفكري كل هذا يؤدي إلى توليد الوساوس، حرر نفسك وطاقتك واجتهد في دراستك، كن باراً بوالديك، أحسن إدارة وقتك، ابن علاقات وصحبة طيبة، اجعل أفكارك واضحة في الحياة وضع الآليات التي توصلك لذلك.

وأريدك أيضاً أن تذهب إلى طبيب نفسي وتتناول أحد مضادات قلق المخاوف والوسواس، هنالك أدوية رائعة أدوية ممتازة، عقار زيروكسات سي آر سيكون هو الأنسب بالنسبة لك وهو موجود في المغرب، الجرعة هي أن تبدأ بـ 12.5 مليجرام يومياً لمدة شهراً، ثم تجعلها 25 مليجراما يومياً لمدة 3 أشهر، ثم 12.5 مليجرام يومياً لمدة أربعة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهراً، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهراً، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذا الدواء سليم وفاعل ورائع.

وإن ذهبت إلى الطبيب واختار لك دواء آخر فلا بأس في ذلك، لكن يجب أن تأخذ كل المحاور العلاجية وهي تحقير الوسواس، التفعيل الاجتماعي، وتناول الدواء، واستغلال الوقت بصورة صحيحة، وعليك بالدعاء والاستغفار.

وللفائدة راجع علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً