الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحولت حياتي إلى جحيم بسبب ضيق التنفس وصعوبة البلع!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعانى من ضيق التنفس بشكل شديد ودائم، ولدي غازات وصعوبة في البلع منذ ثلاثة شهور، ذهبت إلى المستشفى أربع مرات، وكان النفس شبه منقطع، تم تزويدي بالأكسجين، علما أن ضيق التنفس يزداد عند الجلوس، ويخف عند الركض أو النوم، ودائما أتنفس من فمى، وفي الصباح أحس بوجع ينتشر بين البطن والظهر خلف عضلات البطن.

ذهبت إلى خمسة أطباء للقلب، وأكد الأطباء سلامة قلبي، كتب لي الطبيب عقار ليبراكس، وميودابلكس، وسبازميل، ولكن دون جدوى! ذهبت إلى دكتور آخر، وشخص الحالة بأنها بسبب القولون العصبي، ووصف دواء دوجماتيل 50 ثلاث حبات يوميا، ولم أر أي نتائج؛ فذهبت لدكتورة أخرى أعطتني افتر مليز، أتى الدواء بنتائج مؤقته، ثم عاودتني الأعراض مرة أخرى.

أنا أعاني من القولون العصبي، وقد تحولت حياتي إلى جحيم بسبب ضيق التنفس وصعوبة البلع.

أرجو الإفادة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: القلق النفسي يؤدي بالفعل إلى ضيق في التنفس وشعور بالكتمة، والسبب في ذلك أن القلق النفسي هو أصلاً من نوع التوتر النفسي، والتوتر النفسي لدى بعض الناس ينعكس على عضلات معينة في الجسم، منها عضلات الصدر، وعضلات القولون، وعضلات أسفل الظهر، وعضلات الرأس، لذا نجد الكثير من الناس يشتكون ممَّا يُعرف بالصداع العُصابي، وحين تتوتر عضلات القفص الصدري يحصل الضيق في التنفس، وبعض الناس يشتكون من القولون العصبي -كما في حالتك-، وهو في الحقيقة يُسمَّى بالقولون العُصابي، أي الناتج من القلق...وهكذا.

إذًا حالتك هي حالة نفسية قلقية واضحة، لكن أنا أفضل أيضًا أن تذهب وتقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة؛ ليتأكد أنه ليست لديك لحمية بالأنف، هذا لمجرد التأكيد -أيها الفاضل الكريم-.

وعلاجاتك تتمثل في ممارسة تمارين الاسترخاء بكثافة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتُطبق التمارين الواردة فيها، والشيء الآخر هو: ممارسة الرياضة باستمرار، والأمر الثالث وهو مهم: ألا تكتم، وأن تعبِّر عن نفسك، وأن تُكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تنظم وقتك -أيها الفاضل الكريم- وعليك بالدعاء لأنه سلاح المسلم.

وأريدك أن تصرف انتباهك تمامًا عن كل هذه الأعراض، بأن تشغل نفسك فيما هو مفيد، ولا أعتقد أنك في حاجة لأدوية قوية، فقط عقار بسيط مثل الـ (موتيفال)، وهو متوفر في مصر، أعتقد أنه سيكون كافيًا.

جرعة الموتيفال هي حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

أنا أرى أن العلاجات السلوكية هي الأهم في حالتك، وهي: ممارسة تمارين الاسترخاء، والتعبير عن النفس، والتواصل الاجتماعي، وحسن إدارة الوقت، وممارسة الرياضة...، أخي الكريم، هذه أهم لك من العلاج الدوائي، وأسأل الله أن ينفعك بها، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً