الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأن زوجي رجل مسن بجسد شاب، فهل هو أمر عارض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة منذ 3 سنوات، عمري 25 سنة، وزوجي عمره 26 سنة، ولدينا طفل، المشكلة باختصار أنني لاحظت تراجعا غريبا بقدرة زوجي على الجماع، في أوقات متباعدة جدا، فقد يمر الأسبوع والأسبوعان دون لقاء، ويحصل له ارتخاء في منتصف العلاقة الحميمة، في السابق، وعلى فترات متباعدة، وعند الإجهاد فقط كان يحدث ذلك، أما الآن بالكاد يحصل الانتصاب، وإذا حصل فلا يكون انتصاباً كاملاً، وهذا محبط جداً ومؤلم، خاصة بأنه لم يكن كذلك أبدا، فأقنعت نفسي بأنها فترة مؤقتة، وسيعود طبيعياً، ولكن الوضع ما زال على ما هو عليه.

قرأت كثيرا بموقعكم أن أسباب ذلك تكون لكبر السن، لكن زوجي ما زال شاباً، ولا يعاني من أي أمراض مزمنة، ولكنه يعاني من الناسور منذ فترة طويلة، ولا أدري إذا كان هذا هو السبب! كما قرأت أن من أسبابه القلق والتوتر، فصارحت زوجي بمنتهى الهدوء، إذا كان يزعجه شيء بي، فأنكر تماما، وقال إنه معجب بي، وليس لديه ما يزعجه، ثم سألته إذا كان يحمل هما ما، لكنه أجاب بلا أيضا.

قرأت أيضاً أنه قد يكون بسبب الأفلام الإباحية، ولا أريد إساءه الظن بزوجي، وآمل من كل قلبي ألا يكون كذلك، وعندما صارحته بمنتهى الهدوء واللطف ذكرت له هذا السبب، وقلت على الفور إنه ليس كذلك، لكنه ظل صامتا، ولم ينطق، ولا أدري لماذ! هل لأن الموضوع جارح وحساس بالنسبة له، أم لأنه يشاهدها بالفعل؟ خاص أنني رأيته ذات مرة يشاهد مقاطع خليعة، ليست إباحية، فشعرت بالصدمة، خاصة وأنه تربى في بيئة محافظة، ولم أصارحه بهذا حتى اليوم، وعندما صارحته قال بأنه لا يعلم لم هو كذلك، وأتذكر بأنني لم أستطع النوم بسبب شعوري بالذنب لأنني صارحته.

لا أدري ماذا أفعل، ومن أسأل، وكيف أعرف حالة زوجي! أكثر ما يغيظني، ويسبب لي القهر عندما أرى نساءً كبيرات في العمر، وبدينات ومترهلات، وأنجبن عدداً من الأبناء، وعلاقتهم الزوجية لا تزال مستمرة، بل البعض منهن يشتكين من أزواجهن من كثرة الجماع، وأنا في مقتبل حياتي، ورشيقة، ولم يتغير من جسمي شيء، وأشعر بأن زوجي رجل مسن بجسد شاب.

الأمر ليس الحاجة للجماع فقط، بل الأمر يؤلم نفسيا بشكل كبير، فأرجو إفادتي جزاكم الله خيرا، هل هي فترة مؤقته، أم أنه سيفقد قدرته تدريجيا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

في البداية أدعو الله أن يهدي لك الحال، ويصلح لك الأمور على خير -بإذن الله-.

وأرى هنا أفضلية الاستمرار في المصارحة مع الزوج، والطلب منه بشكل واضح العرض على طبيب ذكورة بطريقة هادئة، ودون تجريح، وبيان أن ما قد يصيب الزوج من الناحية الجنسية، تماماً مثل ما قد يصيب أي إنسان من مرض يحتاج معه للفحص، وعمل تحاليل وفحوصات، وتناول علاج، فالضعف الجنسي مثله مثل الضغط، أو السكر أو ألم العظام، هو مرض يحتاج لفحص وتشخيص وعلاج، ولا يمكن الاستمرار في دفن الرأس في الرمال، فقط لأن الأمر حساس أو مخجل، لذا من موقعي هذا لن أستطيع الجزم هل الأمر نفسي أم عضوي، فالأمر يحتاج لفحوصات وتحاليل كالتالي:

- عمل تحاليل هرمونات:
Testosterone
prolactin
E2
Lipid profile
fasting blood sugar

وبيان هل الزوج مدخن، وهل يتناول أي أدوية بصورة مزمنة مثل: أدوية الضغط أو الدهون أو القولون أو الاعصاب، وما هي طبيعية عمله، وهل يمارس الرياضة، وماذا عن التغذية، وماذا عن الحالة النفسية في العمل والبيت، وماذا عن العلاقة النفسية معك، وقد نلجأ لعمل أشعة دوبلكس على القضيب إذا رأي الطبيب ذلك.

لذا أري ضرورة العرض على طبيب ذكورة، وعمل الفحوصات اللازمة، -وبإذن الله- تتحسن الأمور، وتعود للوضع الطبيعي -بإذن الله-، وعليك بتجاوز أمر مشاهدة مناظر خليعة دون عتاب ولوم، صحيح أن هذا الأمر محرم، وذنب عظيم، لكن أرى أن النصيحة تأتي من الطبيب وليس منك، حتى لا نعمق الجانب النفسي السلبي لدي الزوج.

ومرحبا بك للتواصل معنا لمتابعة الحالة، وتوضيح أي تساؤلات.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً