الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعيش في عذاب بسبب وساوسي وخوفي الاجتماعي .. ما الحل؟

السؤال

عمري 19 عاما منذ 5 سنوات فكرت في فكرة لماذا نحن ننظر في عيون بعضنا البعض، إلى أن تحولت لوسواس عندي، فلا أستطيع أنظر للناس، وعندما أنظر إليهم أتوتر بطريقة شديدة جدا، حتى الذي أتحدث إليه يتوتر هو أيضا من نظرة عيني له حتى أنه قيل لي" لماذا أنت دائما متوتر"، وقيل لي أيضا "لماذا تنظر لي متوترا هكذا" حتى أنني أصبحت أفكر في عيون الناس دائما، وعندما أتكلم أنظر لعيون الناس ينفرون من نظراتي إليهم، وأصبحت لا أستطيع الكلام بسبب النظر في عيونهم، وعندما أتحدث أتلعثم ويظهر أنني متوتر للغاية، وأصبحت أتألم عند الكلام.

أصبحت أعاني من الصداع المستمر وأصبح وجهي يرجف دائما عند التعامل مع الناس، وأصبحت أحس أن الناس يراقبونني، وعندما أمشي في الشارع دائما أنظر إلى الأرض خوفا من مواجهة أعين الناس.

أريد أن أتخلص من ذلك؛ لأنني أعيش في عذاب لا يعلمه إلا الله، وأصبحت غير اجتماعي حتى مع أهلي، مع أني كنت اجتماعيا ومحبوبا حتى جاءت هذه الفكرة.

هذا الوسواس سبب لي العزلة الدائمة، وفقدان الأصدقاء، وكنت أحاول أن أعالج نفسي بنفسي، وأن أنسى هذه الفكرة التافهة، ولكن هذه الفكرة تسيطر مرة أخرى، فما هو العلاج؟

إذا كان العلاج بالدواء فما هو الدواء والجرعة المناسبة؟ وما هو الدواء البديل والجرعة المناسبة؟ وهل الدواء مناسب لسني؟

ملحوظة: أنا في كلية عملية تطلب دائما مواجهة الناس.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعاني منه هو وسواس قهري، وهذه السن عادة التي يبدأ فيها الوسواس القهري قبل العشرين قليلاً ويكثر فيها، وبعد فترة -إن شاء الله- يخف هذا الوسواس، ولكنه أثر عليك الآن بصورة ملحوظة في حياتك الاجتماعية كما ذكرت، وسبب ذلك الضيق والتوتر، فإذاً في هذه الحالة يجب العلاج، إذا كان الوسواس يستغرق وقتاً طويلاً ويؤثر على حياة الشخص ويسبب له ضيقا وتوترا، فهنا يجب علاج الوسواس في هذه الحالة.

العلاج دائماً يكون إما دوائيا وإما سلوكيا ومعرفيا، والأفضل الجمع بين العلاج السلوكي والمعرفي والدوائي، والأفضل في العلاج السلوكي المعرفي أن يتم من خلال معالج نفسي متمرس في هذا النوع من العلاج إذ يقوم بتمليكك مهارات معينة من خلال واجبات منزلية لأشياء تفعلها عندما يأتيك هذا الوسواس، وبعد فترة -إن شاء الله- يخف ويختفي.

أما بخصوص العلاج الدوائي وبالذات في سنك فالفلوكستين أو البروزاك هو العلاج المعترف به للاكتئاب في فترة المراهقة وهو أيضاً مفيد للوسواس القهري، فإذاً يمكنك أن تستعمل فلوكستين 20 مليجرام بعد الأكل يومياً، وسوف يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، وتحتاج إلى شهر ونصف حتى تزول هذه الأعراض، وبعد زوال أعراض الوسواس ورجوعك إلى حالتك الطبيعية يجب الاستمرار عليها لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنها بدون تدرج، إذ لا توجد أعراض انسحابية عند التوقف من الفلوكستين، هذا وكما ذكرت إن استطعت أن تجمع بين الفلوكستين والعلاج السلوكي المعرفي فهذا أفضل يا ابني.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً