الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القولون العصبي والإمساك وتعرق اليدين والقدمين .

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد: فأشكركم على هذا الموقع وعلى نصائحكم.

أعاني من القولون العصبي منذ ست سنوات، والذي أثر سلبا على حياتي بشكل كبير، ومنعني من ممارسها بشكل طبيعي، وأعاني من الإمساك الشديد والقرقرة، وهذا الأمر يزعجني في المحاضرات، لا أستطيع الدخول للمحاضرات الدراسية بسببه، جرب العديد من الأدوية المضادة للتقلص ولكن دون فائدة.

ولدي مشكلة تعرق اليدين والقدمين بشكل غير طبيعي ومستمر، والجو ليس حارا، لكن يدي تتعرق بغزارة جدا، جربت الكريمات ولم تنفع أيضا.

إضافة إلى ذلك لدي الكثير من التوتر والقلق، وأرجح بأن هذه الأعراض تأتي بسبب الآخرين، فهل تنصحوني بدواء بروزاك لعلاج القولون أم لا؟ سمعت أنه عالج بعض الحالات.

ولكم الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يحتاج القولون إلى شرب المزيد من الماء والسوائل لإرواء الخلايا، ويحتاج إلى الألياف الطبيعية في الطعام لتكوين براز لين، وللتخلص من مسألة الإمساك المتكرر، وللتخلص من الغازات.

والعنصر الثاني الذي يؤدي إلى تهيج القولون، هو الحالة النفسية والمزاجية المتردية، حيث أن القولون يحتوي في بطانته على مستقبلات عصبية، وعند إثارتها بسبب سوء الحالة المزاجية ترسل إشارات إلى المخ، وبالتالي يأتي لعضلات القولون الأوامر بالانقباض، ويحدث الشعور بالمغص، بالإضافة إلى الشعور بالامتلاء والانتفاخ نتيجة عسر الهضم.

ولذلك يحتاج القولون إلى المزيد من السوائل والألياف، بالإضافة إلى تحسن الحالة المزاجية لتجنب مشاكل القولون، ويمكن الحصول على السوائل من شرب المزيد من الماء والعصائر، خصوصا عصير الخوخ والتين والبرتقال والليمون، ومن المفيد جدا تناول عصير اللحاء الموجود في أوراق نبات الصبار، من خلال خفقه في الخلاط مع بعض الليمون، وبعض أوراق النعناع الطازج، للتخلص من الإمساك والانتفاخ والغازات.

ومن الممكن الحصول على الألياف فى الطعام من الحبوب الكاملة، مثل: الشوفان، والبرغل، ومطحون بذور الكتان، وتناول الخضروات الطازجة، وسلطات الأعشاب الخضراء، مع المزيد من زيت الزيتون، والخضروات المطبوخة، والخبز الأسمر، وهذه الأطعمة تحتوي على كثير من الألياف الضرورية للقولون، وبالتالي يخرج البراز أو الغائط لينا، وتقل تبعا لذلك كمية الغازات الخارجة والمتكونة من تخمر الطعام، ومن المفيد جدا تناول عصير اللحاء الموجود في أوراق نبات الصبار، من خلال خفقه في الخلاط مع بعض الليمون، وبعض أوراق النعناع الطازج، للتخلص من الإمساك والانتفاخ والغازات.

والنشاط الزائد للجهاز العصبي السمبثاوي يؤدي إلى زيادة التعرق، خصوصا في اليدين والقدمين والإبط، Hyperhidrosis، وتعرق الوجه أيضا، وتظل اليدين في حال بلل دائم ومزعج في كثير من الأحيان، مما قد يؤثر في الحالة النفسية، ويحد حتى من المصافحة منعا للإحراج.

ويمكن استخدام مركب يحضره الصيدلاني، ويتركب من: Aluminium chloride مع Absolute Anhydrous Alcohol20%، بعد تنشيف اليدين والقدمين، ثم دهنها بالمركب السابق، مع إمكانية دهان اليدين والقدمين بكريم كورتيزون خفيف، وكذلك باستخدام حقن البوتولينيوم (البوتكس) الموضعية، والتي تمنع خروج الناقل الكيماوي المسؤول عن تحفيز إنتاج العرق، وهي طريقة ناجحة وسليمة وآمنة، بالإضافة إلى العلاج الجراحي، وذلك بقطع غدة العرق، أو قطع العصب الودي المغذي للمنطقة.

وكبسولات بروزاك في الأصل علاج للحالة المزاجية السيئة، ولكثير من أمراض التوتر والقلق والخوف المرضي والوسواس والاكتئاب، وبالتالي قد يساعد في علاج القولون من خلال ضبط الحالة المزاجية والنفسية، ويتم تناوله لمدة ستة شهور قابلة للزيادة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً