الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق ونوبات الهلع والمخاوف فهل السوليان علاج مفيد لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى الدكتور: محمد عبد العليم، أرسلت لك استشارات كثيرة، وملخصها كالآتي:

لدي اضطرابات هلع، ومخاوف كثيرة، وأعاني من رهاب بلع الطعام، كنت أتناول مضادات الاكتئاب بجرعات متوسطة، وتحسنت بنسبة 50 إلى 60%، وبعد أن كتب لي الطبيب انافرانيل 225 مل، أصبحت لا أحتمل أي مضاد للاكتئاب مهما كانت جرعته أو نوعه، لأنني أصاب بنشوة ونشاط لعدة ساعات، ثم حالة عصبية شديدة جدا، جربت الابليفاي، وأصبت بقلق رهيب جدا، وتناولت الرسبردال، ولا أريد تناول الزبركسا، فقد جربته لمدة يومين وكانت الآثار فضيعة جدا، جربت العديد من الحلول لأنني أعاني من الاضطراب ثنائي القطبية، ولكن دون فائدة، عند تناول أي مضاد للاكتئاب مع الديباكين تتأخر العصبية، ولكنها تأتي بعد أيام قليلة، رغم أنني تناولت الديباكين بجرعة 1500 مل مع السيروكسات 10مل فقط.

منذ مدة تناولت السوليان 400 مل، لمدة شهر واحد، لم أجد أي فائدة، وأصبت بنوبات هلع كما في السابق، وبعد شهر وأسبوعين من تركه أحسست فجأة براحة كبيرة جدا، راحة من رهاب الأكل والمخاوف الأخرى، ولا راحة من القلق، واستمر الحال لمدة أربعة أيام ثم تلاشى كل شيء، قرأت بأن السوليان يبقى تأثيره بعد تركه حتى 18 يوما في الكبد أو الكلى، فربما بسببه شعرت بالراحة.

عدت لتناول السوليان جرعة 200 مل منذ أربعة أيام، سؤالي لكم:

هل الراحة كانت فعلا بسببه؟ فأنا لم أتناول أي دواء غير اللكستونيل الذي أتناوله منذ ست سنوات، وهل سيعالج السوليان اضطرابات الهلع؟ لا توجد عندنا أي مضادات للقلق، لا بوسبار ولا غيره، لا يوجد سوى المهدئات، وأنا مدمن على اللكستونيل.

أرجو الرد والمساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً نطرح عليك سؤال: هل تُجرِّب هذه الأدوية بنفسك من تلقاء نفسك، أم من خلال متابعة مع الطبيب النفسي ووصف هذه الأدوية لك؟

ثانيًا سؤال آخر: ما هو تشخيصك؟ هل أنت تعاني من هلع ومخاوف ورهاب الطعام، أم تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية كما ذكرت؟ لأن التشخيص هنا مهم جدًّا، الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يُعالج بمثبتات المزاج في المقام الأول، أما الهلع والرهاب فيعالجان بمجموعة الأدوية (SSRIS)، والـ (سوليان Solian) ليس علاجًا للهلع، السوليان في المقام الأول هو مضاد للذهان بجرعات كبيرة، ولكن بجرعات صغيرة يمكن أن يكون مضادًا للقلق وليس الرهاب.

إذًا هناك حلقة مفقودة، ما هو تشخيصك؟ ومَن الذي قام بكتابة الأدوية ووصفها لك؟ هل تقوم بأخذها بنفسك، أم من خلال متابعة طبية؟

الشيء الثابت عندي -يا أخي الكريم- أنك مُدمن على الـ (لوكستونيل Lexotanil)، أخذ هذا الدواء لمدة ست سنوات يعني الإدمان، واللوكستونيل من فصيلة الـ (بنزوديازيبين Benzodiazepine)، وإدمانه يكون مشكلة في حدِّ نفسه، بل قد تكون له أعراض شبيهة بأعراض القلق والتوتر الأولية.

فإذًا عليك الآن التخلص من اللوكستونيل، لأن هذا هو إدمان في حدِّ ذاته، ويُسبب لك أمراضًا كثيرة، من ضمنها أعراض مثل أعراض القلق، والتخلص منه يكون بحساب الجرعة، الجرعة التي تتعاطاها من هذا الدواء يجب تحويلها إلى (Benzodiazepine) طويل المفعول، مثل الـ (فاليوم Valium/ ديازيبام Diazepam)، أو إلى الـ (ليبريوم Librium)، ثلاثة مليجرام من اللوكستونيل تساوي خمسة مليجرامات من الفاليوم، فإذا كنت تأخذ ثلاثة مليجرامات فمعنى ذلك أنك تتناول خمسة مليجرامات من الفاليوم يوميًا، فيجب التحويل إلى الفاليوم، ثم الاستمرار على الفاليوم لفترة من الوقت، ثم بعد ذلك العمل على تخفيف الفاليوم بنسبة لا تتعدّى عشرين إلى خمسة وعشرين بالمائة من الجرعة كل أسبوعين، سوف تأخذ فترة للتخلص من الدواء، ليس هناك مشكلة كبيرة، فإنك كنت تستعمل اللوكستونيل لمدة ست سنوات.

إذًا التخلص من اللوكستونيل هي الخطوة الأولى في العلاج، وبعد ذلك يجب أن تذهب إلى طبيب نفسي؛ ليقوم بالتشخيص المناسب لحالتك، ثم إعطائك العلاج المناسب، والرهاب -رهاب البلع-، علاجه قد يكون بالعلاج السلوكي المعرفي مع أدوية الـ (SSRIS)، وليس بالسوليان.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً