الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الهلع تعيق حياتي وتمنعني من الدراسة والخروج فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 18 سنة، وأعاني من القلق والتوتر عند الخروج من المنزل، ولدي حالة هلع، وتشنجات بالرجل، وحركات لا إرادية في اليد لا يمكنني السيطرة عليها، أشعر بأن رأسي سينفجر بسبب كثرة الضغط، ولدي انقباض بالمعدة، وجفاف بالفم، أريد الصراخ بسبب ما أعانيه من مشاكل.

قبل الخروج لأي مكان أفكر كثيرا، وأخاف من تكرار المشكلة، وأخاف من الإحراج العام بسبب تركيز الناس فيما يحدث لي، ذهبت للطبيب مرة واحدة، وصرف بوسبار 15 مجم، مرتين يوميا، شعرت بالارتياح عند تناوله، وبعد أسبوعين وعند انتهاء العلبة شعرت بالتحسن، لم أعاود استشارة الطبيب ولم أقلل الجرعة، بعد ثلاثة أشهر انتكست حالتي مرة أخرى، وتطورت الحالة وصرت أشعر بالنوبة حتى عند تواجدي بالبيت، وأصبت بانهيار شديد بشكل مفاجئ، وقمت بالصراخ دون سبب، وبدأت حالة الهلع بشكل غير طبيعي، ولم تهدأ نفسي إلا بعد الاستماع إلى سورة البقرة.

بعد تلك الحادثة ازدادت مخاوفي من عودة نوبة الهلع، قررت عدم الخروج لأي مكان، حياتي تحولت إلى جحيم، فأنا لا أذهب إلى المدرسة، ولا الاختبارات، رسبت ثلاث سنوات متتالية، أصبحت لا أزور أقاربي، ولا أخرج لأي مكان، خائف وأحتاج إلى مساعدتكم، علما أنني أحافظ على الصلاة، وأقرأ القرآن.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت ما زالت صغيرة في السن، في سن 18 هي سن المراهقة، هي سن الصراعات النفسية والقلق والتوتر النفسي، وما حصل معك هو قلق وهلع ومخاوف ورهاب، البوسبار قد يفيد في القلق، ولكنه لا يفيد في الرهاب كثيراً، وكنت قد تحتاجين مع الأدوية إلى علاج نفسي، العلاج النفسي مهم في هذه الحالة، وطبعاً كونك تظلي حبيست البيت ولا تخرجين بالذات للمدرسة، فطبعاً هذه مشكلة، وأهم شيء في هذا السن هي الدراسة.

إذا كنت لا تستطيعين الخروج الآن، فأنصحك بدواء السبرالكس، سبرالكس مفيد ضد القلق والتوتر والرهاب، والجرعة 10 مليجرام، نصف حبة بعد الأكل لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك حبة كاملة، و-إن شاء الله- سوف يبدأ التحسن في خلال أسبوعين، و-إن شاء الله- تزول معظم الأعراض بمرور ستة أسابيع أو شهرين، ثم بعدها يجب عليك الاستمرار في العلاج، لا تتوقفي منه حتى تكملي ستة أشهر، وتعودين إلى مدرستك، وتستطيعي أن تخرجي من المنزل، وتمارسي حياتك الطبيعية، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف بالتدريج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، وإن تطلب الأمر أكثر من ستة أشهر فلا مشكلة، أي إذا احتجت إلى أكثر من ستة أشهر حتى تمارسي حياتك الطبيعية كلها فتختفي كل الأعراض فليكن، يمكن أن تستمري فيه إلى تسعة أشهر، أو حتى سنة، ثم بعد ذلك خفضي بالتدريج كما ذكرت لك، المهم أن تعودي إلى حياتك الطبيعية، أن تعودي إلى دراستك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً