الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصابني خوف غريب عطل حياتي وأفقدني طعم السعادة، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا من أشد المعجبين، والمتابعين لهذا الموقع المميز والمتألق، وفق الله القائمين عليه، وجزاهم الله خير الجزاء.

أنا شاب أبلغ من العمر 22 عاما، مشكلتي بدأت منذ شهرين تقريبا، تقدمت للفحص الطبي العسكري، والذي من شروطه سلامة المتقدم من عمى الألوان، وأنا أعاني من عمى الألوان الأحمر والأخضر، وقبل الاختبار والفحص بيوم كنت خائفا بشدة من عدم اجتياز الاختبار، وعندما دخلت لعيادة العيون كنت أرتجف من شده الخوف، -وبفضل الله وكرمه- اجتزت الاختبار بنجاح، ولكن أثناء عودتي للمنزل أحسست بألم شديد أسفل الظهر، ودوار وغثيان، وتعب عام، وأفكار مخيفة.

قرر أخي أن نذهب للمستشفى، فذهبت وأجريت التحاليل اللازمة، وكانت النتيجة انخفاض بسيط في السكر، لقلة أكلي الليلة الماضية، ووجود أملاح في البول، فازداد خوفي من الأملاح رغم كلام الطبيب أنها سوف تزول مع الأدوية، وانتابتني فكرة الإصابة بالفشل الكلوي، وانتكست حالتي وأصبحت ملازما للبيت، لا أخرج إلا للصلاة وأعود سريعا، والخوف يسيطر علي، لدرجة أني كنت أخشى الإصابة بالفشل الكلوي إن لم أتبول بعد الشرب مباشرة.

تدهورت نفسيتي، وكنت أتوقع أن يصيبني المرض غدا أو بعد أسبوع، أو أن الله سيبتليني لكثرة تفكيري بالمرض، فقل أكلي ونومي، وأصبح الخوف يسيطر علي، وتأخر نومي، وأصبحت أخشى الجنون من قلة النوم، كما أصبحت أدقق في أصغر الأمور، وأبالغ فيها، وأخشى من إجراء أي تحليل خشية الإصابة بأي مرض، فما علاج هذا الخوف الغريب الذي عطل حياتي، وأفقدني طعم السعادة؟

أرجو منكم التوجيه والإرشاد، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما تعاني منه هي مخاوف وسواسية، وساوس من الأمراض بصورة خاصة، ورهاب المرض، وطبعًا هذه حالة مرضية أثَّرت على حياتك -أخي الكريم-، حيث لا تستطيع الخروج من المنزل، وأثرت على النوم، فإذًا تتطلب علاجًا، عليك بمراجعة طبيب نفسي ليقوم بفحصك من خلال المقابلة المباشرة، ومن ثم تأكيد هذا التشخيص، أو الوصول إلى تشخيص آخر قد يراه من خلال الأسئلة، والتاريخ المرضي، ومن ثمَّ يضع لك خطة علاجية، قد يكون علاجًا دوائيًا، وقد يكون علاجًا سلوكيًا معرفيًا، وعليك باتباع الخطة العلاجية.

ومن الأشياء التي أنصحك بها: عدم الذهاب إلى الأطباء وعمل فحوصات متكررة، لأن هذا يُدعم الفكرة ولا يزيلها، المشكلة نفسية في المقام الأول، وتحتاج إلى علاج نفسي -كما ذكرتُ لك- من خلال مقابلة طبيب نفسي.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738)، والعلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً