الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي مزاجية ومتقلبة، فكيف أضبطها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 19 عاما، في السنة الأولى من الجامعة، منذ ثلاثة شهور وأنا أشعر بضيق تنفس شبه مستمر، في البداية كان خفيفا، لكنه ازداد، بحثت عن أعراضه ومسبباته في الإنترنت، وازدادت حالتي سوءاً، وبدأت أتوهم أعراضا وأمراضا عديدة، خاصة أمراض القلب، لأن والدي مريض قلب.

أشعر بضيق التنفس لمدة 4 أو 5 أيام بشكل مستمر، ثم يذهب يومان أو ثلاثة، وبعدها يعود، أحيانا لا أستطيع أخذ نفس عميق، وعند الذهاب للنوم أشعر بتسارع في نبضات القلب، وألم نادر، وعندما مارست الرياضة باستمرار منذ شهرين لاحظت اختفاء تلك الأعراض، وأشعر بتحسن كبير في المزاج، وكذلك عندما أختلط بالناس أنسى ضيق التنفس، لكن عندما أتذكره أبدأ التوهم بضيق التنفس.

لدي حساسية الربيع بشكل دائم، وأتضايق من الأماكن المغلقة، والروائح القوية، أجريت بعض الفحوصات، فكانت نسبة الهيموجلوبين في الدم 14، ومحزون الحديد 40، وفيتامين b12 كان 200 وفيتامين د 25، ولا أعرف إن كان ضيق التنفس سببه نفسي أم عضوي؟ علما أنني لا أعاني من أي مشكلة حقيقية أو نفسية، لكنني كثيرة القلق والخوف من المستقبل، أو من فقدان أشخاص خاصة أهلي، وأتأثر كثيرا بالمشاكل حتى لو كانت صغيرة، وأخاف منها وتقلقني وتوترني، وشخصيتي مزاجية كثيرا، وهذا الشيء يشعرني بالوحدة، كما أنني أقطع صلاتي وهذا الشيء يضايقني كثيرا.

أنا فتاة جميلة جدا، أسمع دائما إطراءات من الناس بسبب نعمة الجمال، وأخاف أن أحسد على ذلك، فكثيراً ما أشعر بالكسل والخمول، فما تشخيصكم لحالتي؟

شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لما حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

واضح جدًّا أن الأعراض التي تشكين منها سواء ضيق التنفس، أو زيادة ضربات القلب، هي أعراض للقلق وللتوتر، والدليل أنها تذهب مع رياضة المشي، فإذا كانت عضوية فيجب أن تزيد، كونها تختفي مع رياضة المشي وتختفي عندما تكونين مع الناس فهذا دليل واضح على أنها نفسية.

الشيء الآخر: دائمًا أعراض القلق والتوتر تكون مشابهة لمرض أُصيب أحد الأقارب، وهذا واضح في حالتك أن أباك يعاني من مرض القلب.

الشيء الآخر أيضًا، أنك تحملين همَّ المستقبل كثيرًا، وتخافين من المستقبل، وواضح أنك إنسانة حسَّاسة، وأحيانًا تفسِّرين ثناء الناس الشديد على جمالك بأنه حسد، فهذا أيضًا يدل على القلق والتوتر -أختي الكريمة-.

إذًا ما تعانين منه هو قلق وتوتر، ونصيحتي الآن لك هي التوقف عن زيارة الأطباء -أطباء الباطنة-، والتوقف عن عمل الفحوصات الكثيرة، فإن هذا يُدعم النظرة العضوية للمرض، ولا يساعد في التخلص منها.

استمري في الرياضة بانتظام، رياضة المشي، حاولي تعلُّم الاسترخاء، خاصة الاسترخاء العضلي، عن طريق العضلات، ويا حبذا لو كان هذا تحت إشراف معالج نفسي، يعلِّمك كيف تسترخين، ومن بعدها يمكن أن تمارسي هذا في البيت.

الشيء الآخر -يا أختي الكريمة-: حافظي على الصلاة، وأكثري من الدعاء والذكر وقراءة القرآن، فإن هذا يؤدي إلى السكينة والطمأنينة وراحة البال، وهذا أفضل علاج للقلق والتوتر المستمر عند الشخص.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً