الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لست خجولا لكني أصاب برجفة ولا أستطيع ترتيب الكلام عند المواجهة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني منذ الصغر من عدم القدرة على مناقشة الآخرين والجدال، وذلك جعلني غير اجتماعي وانطوائيا، علما بأنني لست خجولا.

أثناء الخلاف بيني وبين أي شخص حتى زوجتي، إذا تدخل أحد ليصلح بيننا لا أستطيع أن أروي له ما حدث بالتفصيل، وأشعر أن ذهني غائب، حتى تفاصيل العمل لا أستطيع سردها لزوجتي.

أصاب بالرهبة لو طلب مني مقابلة مديري في العمل، على الرغم أنني مجتهد في عملي وأعلم أن المدير سوف يمدحني، ونفس الشعور ينتابني في العزائم والدعوات، وأصاب برجفة شديدة في قدمي عند الشجار ولو كان الطرف الآخر طفلا أو حتى زوجتي، ولهذا السبب أبتعد عن الناس ولا أطالب بحقي، وذلك يظهرني ضعيف الشخصية أمام زوجتي وبناتي.

منذ ستة أشهر تعرضت لموقف جعلني أحتقر نفسي، حيث كنت أسير في الشارع وأتكلم في الموبايل ثم خطفه من يدي لص وفر هاربا، وكل ما فعلته أنني جريت وراءه فقط دون أن أطلب مساعدة أحد، ولم أبلغ عنه لأني لا أستطيع ترتيب الكلام عند البلاغ.

أتعرض لمواقف تجعلني شديد البرودة ظاهريا، ولكن داخليا أكون غاضبا مما تسبب في إصابتي بالسكر منذ عشرة أعوام.

كنت سأبيع أغراضا مستعملة ثم أرسلت للمشتري ولكن اختلفنا على السعر، فقال لي أمام زوجتي أني بلا إحساس، لكني لم أرد عليه وأصبت بالإحراج أمام زوجتي، وكثير من هذه المواقف، مما ينتابني الشعور بعدها بالغليان الداخلي.

أرجو منكم وصف دواء لحالتي وليس علاجا سلوكيا، لأنني جربت العلاج السلوكي دون فائدة، علما أني مندوب مبيعات في شركة غذائية منذ 15 سنة، ورأس مال هذه المهنة هو الكلام.

أثناء بحثي عن حل لمشكلتي في موقعكم الكريم وجدت حالة قريبة من حالتي نوعا ما، ولقد نصحتموهم بعلاج السيروكسات والإندرال، وبالفعل اشتريت علبة من هذا وهذا، ولكنني خفت أن أستخدمه دون استشارتكم، علما أني أستخدم حبوب كلوجفاج إكس آر1000 لعلاج السكري.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hany حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً تعاني من الرهاب الاجتماعي الذي كان يصاحبك منذ فترة طويلة، وبالرغم من ذلك طبعا واصلت في الحياة وتزوجت، ولكنك ما زالت تعاني، فطالما كنت تعاني منه حتى الآن يجب عليك العلاج لكي تتخلص منه، والعلاج إما أن يكون علاجا دوائيا أو علاجا سلوكيا معرفيا، والأفضل أن يكون الأثنان معاً، وطالما أنك لا تستطيع أن تتصل بطبيب نفسي، فإن الزيروكسات هو من الأدوية الفعالة للرهاب الاجتماعي، وجرعته 20 مليجراما أو 25 مليجراما سي آر، وتبدأ بنصف حبة بعد الأكل ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعادة سوف يحدث تأثيراً وتزول الأعراض بعد مرور 6 أسابيع على استعماله.

أما الإندرال فهو مساعد في الأعراض الجسدية للقلق التي تحدث عند المواجهات، أي هو ليس علاجا مثل الزيروكسات، ولكنه يزيل الأعراض الجسدية مثل التوتر، اضطراب زيادة ضربات القلب، أو التعرق والرعشة التي تكون في المواجهات، فلذلك ننصح باستعماله قبل المواجهة من 20 إلى 40 مليجراما، وبعد أن يبدأ التحسن يمكن التوقف من الإندرال والاستمرار في الزيروكسات لفترة لا تقل عن 6 أ شهر، ثم بعد ذلك يبدأ سحب الزيروكسات بالتدريج بخفض ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف نهائياً، وعلى حسب علمي ليس هناك تعارض بين استعمال هذه الأدوية واستعمال دواء الجلوجفاج للسكر.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637)، علاج عدم القدرة على الحديث والتعبير سلوكيا: (267560 - 267075 - 257722).

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً