الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتردد بسبب ضعف ثقتي بنفسي وخوفي مواجهة الآخرين، انصحوني!

السؤال

السلام عليكم.

بدايةً أحب أن أشكرك يا دكتور/ محمد عبدالعليم على مساعدتك للناس.

يا دكتور أعاني من مشكلة ممكن بنظرك تكون بسيطة ولكن بالنسبة لي أرى أنها عائق، أنا إنسانة اجتماعية جدا، ولدي العديد من الأصحاب والأحباب -والحمد لله-، ولكنني أعاني من عدم الثقة بالنفس؛ أي من الممكن أن أتحدث أمام مجموعة ولكن المشكلة عندي وبالأخص في مجالي، فأنا أدرس الطب وعندما يسألني أحد عن شيء أعرفه أتردد ولا أقوم بالإجابة، ويوم تقديم البرزنتيشن أكون قلقة في بداية الموضوع، فمشكلتي هي أنني أتردد دائما، وأخاف أن أقول المعلومات بشكل خاطئ مع أنني متأكدة من صحة المعلومة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على كلماتك الطيبة وثقتك في شخصي الضعيف، وبارك الله فيك -أيتها الفاضلة الكريمة-.

هنالك ظاهرة تسمى بقلق الأداء، وقلق الأداء هو الطاقة النفسية المطلوبة التي تجعل الإنسان يؤدي ما هو مطلوب منه، وقلق الأداء ينتج من تحضير كامل في الجسم على المستوى النفسي والهرموني والكيمائي والفسيولوجي، بعض الناس يكون لديهم هذا القلق الأدائي أو الاستعدادي مبالغ فيه وهذا يجعلهم يحسون بشيء من الإخفاق، مما يجعل ثقتهم في أنفسهم ضعيفه خاصة حيال الأشياء التي سوف يقدمونها أمام الآخرين وتكون عرضة لأحكاماً من الحاضرين.

ربما تكوني قد مررت بتجربة من هذا الشيء فيما مضى ولم تعيريها اهتماما كثيرا، لكن أصبحت مخزنة ومشفرة في وجدانك مما جعلك لا تثقين في مقدراتك خاصة حين تقديم برزنتيشن مثلاً.

علاج هذه الحالة هو أن لا تظلمي نفسك، أن تعيدي تقيمها، وأن تستوعبي الجوانب الإيجابية في شخصيتك وهي كثيرة وكثيرة جداً، عززي هذه المشاعر أي مشاعر الإيجابية وتجاهلي مشاعر السلبية، وأي فكرة تأتيك من أنك مخفقة أو أقل مقدرة من الآخرين؛ هذه يجب أن يقضى عليها تماماً.

الأمر الثاني: أنت محتاجة لنوع من التدريب الذاتي، العبي نوعا من السيناريوهات؛ كأن تتخيلي مثلاً موضوعا يومياً وأنك سوف تقومين بعرض هذا الموضوع في شكل برزنتيشن أمام الآخرين، مري بكل خطواته ذهنياً، خطوات القراءة، الاطلاع، تحضير المراجع، الإعداد، المراجعة ثم بعد ذلك التقديم، وقومي بالتقديم في الخيال وكأنك أمام جمع من الناس من الزملاء الطلاب والطالبات والأساتذة وخلافه بهذه الكيفية إذا كررت وبصور مختلفة تستطيعين أن تكوني أكثر ثقة في نفسك.

إذاً قومي بإعداد عدة سيناريوهات وقومي بتنفيذها بصفة يومية، الأمر الآخر بالرغم من أنك اجتماعية لكن أعتقد التطوير الاجتماعي المكثف أيضاً سيكون مفيدا لك، الانضمام لأنشطة مع زميلاتك، الانضمام لمراكز تحفيظ القرآن وجدنا فيه خيرا كثيرا للناس، إنه يطور المهارات يعطي الثقة أكبر وحتى يبني عند الناس صفات قيادية، وصفات الإقدام والمثابرة فلا تحرمي نفسك من هذا وأعتقد أن هذا هو كل الذي أنصحك به -وإن شاء الله تعالى- سوف يحدث الكثير من التطور والنماء في شخصيتك بمرور الأيام، لأن دراسة الطب في حد ذاتها تساعد الناس في تنمية شخصياتهم.

وللفائدة راجعي علاج عدم القدرة على التعبير ومواجهة الآخرين: (267560 - 267075 - 257722 - 280676).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً