الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني كثيراً من الإرهاق والتعب، كيف أحافظ على الرقية؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني كثيراً بسبب أني لا أستطيع المحافظة على الأذكار لفترة، ثم أرجع مرة أخرى لالتزامي، وبعدها أبدأ من جديد في تقصيري.

كنت أجبر نفسي وأبدأ بقراءة القرآن إلى أن أرجع للصلاة، وقد اكتشفت أخيراً أنه لا يحدث لي هذه الحالة إلا في بيت زوجي، فهو مسافر، وأرجع لبيت أهلي، وعند رجوعه أرجع إلى بيت زوجي، وهكذا، ثم أصبحت إقامتي مستديمة في هذا البيت، والله يعلم أني أحاول على الأقل صلاة الفروض فقط، ولكنها صعبة جداً علي.

صرت لا أفكر عادة في هذه الأمور، وأتعامل على أنها مجرد نفسية وتغيير للمكان ليس أكثر، ولكني أصبحت أريد أن أبعد عن بيتي حتى أستطيع ذكر ربي، وأنا أعاني من تأخر الإنجاب، وكنت دائماً أقرأ سورة البقرة في بيت أهلي، لكن صرت لا أستطيع ولا أجد عندي طاقة! فماذا أفعل؟ حتى الرقية أعملها ولكني أشعر بالتعب والمجهود.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك – أختي الفاضلة – وأشكر لك تواصلك مع الموقع، وحسن ظنك وحرصك على تحري الشرع فيما يهمك من أمورك، فأسأل الله أن يفرج همك ويمن عليك بالعافية والتوفيق.

بخصوص سؤالك، فأحب أن أذكرك بقوله صلى الله عليه وسلم: (الشؤم في ثلاثة: المرأة والفرس والدار) رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، ففي الحديث دعوة إلى إصلاح هذه الأمور الثلاثة، وتهذيبها وتزكيتها وتعهدها ورعايتها؛ منعاً من وصول الأذى عن طريقها ولو بغير قصد.

كما يجب التخلص منها إذا ترتب على وجودها مفاسد كبيرة غير محتملة ولا يمكن علاجها، وهو حكم شرعي غير مبني على التشاؤم الصادر عن وسوسة وسوء ظن، ولكن عن دليل واقعي معتبر، فليست هذه الأمور الثلاثة مصدر سوء بذاتها ولكن لما قد يصدر عنها من آثار سيئة بمقتضى العادة والطبيعة، ومن ذلك احتمال دخول آفات العين أو الحسد أو الجان ونحو ذلك، فيكون سكنى بيت زوجك سبباً لما ذكرتِ من مفاسد وأضرار

عليه، فإن الواجب عليك أولاً تعهد وتحصين نفسك وبيت زوجك بالرقية الشرعية وذلك بالإكثار من الدعاء والأذكار وقراءة القرآن على نفسك وبيت، فإن بقيت المشكلة التي ذكرتِ فأنصحك بالانتقال من هذا البيت إلى بيت آخر كما أوصى الحديث السابق، والحمد لله ففي الأمر سعة، وأرجو أن يكون فيه السلامة والبركة.

أوصيك بلزوم ذكر الله والدعاء وقراءة القرآن والصحبة الطيبة وحسن الظن بالله وتعزيز الثقة بالنفس وطلب العلم النافع ومتابعة الدروس والبرامج المفيدة، والاهتمام بالزوج وأسرته وأولادك وأهل بيتك وصلة الأرحام، فرج الله همك وكشف غمك ويسر أمرك وشرح للخير صدرك وصرف عنك وأهل بيتك كل سوء ومكروه وأرزقكم سعادة الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً