الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة تزوجت غيري وأرغب بالانتقام منها.. فهل يجوز ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 31 سنة، أحببت فتاة حبا كبيرا، وهي تبادلني المشاعر ذاتها، وافترقنا منذ خمس سنوات، كل شخص اختار طريقة، هي تزوجت وأنا عازب، لا أستطع نسيانها، وعلى الرغم من كثرة الدعاء، وخاصة في الصلاة لم أستطع نسيانها، أعيش في حالة نفسية صعبة، وصلت لمرحلة الدعاء على الفتاة، فقد صدقت معها، وكنت أعاملها على أنها أخت لي وليست حبيبتي، ولكنها غدرت بي حتى دفعتني إلى تمني الانتقام منها، وأنا أدعو عليها بكل حين فهل يجوز ذلك؟ وهل يقبل الله دعائي؟ وما هو السبيل لنسيانها رغم مرور خمس سنوات وتزوجها.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hamza حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل معنا، وأهلا وسهلا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله أن يصلح شأنك، أرجو منك -أخي الكريم- أن تعطي وصيتي لك اهتماما بالغا، وتصغي لصوت الشرع والعقل، ودع العواطف جانبا، وانتبه واتق الله في حياتك ونفسك، ولذلك عليك بالآتي:

- أن تعلم أن علاقتك بتلك في الماضي كانت معصية لله تعالى، لأن العلاقة بين الفتاة والشاب قبل الزواج علاقة محرمة شرعا، و-الحمد لله- أنك قد أقعلت عن هذه العلاقة، ولذلك لا تفكر في الأمر، وإذا طرأ عليك التفكير فأكثر من الاستغفار لأن الشيطان يذكرك بالمعصية حتى يحزنك.

- عليك أن تعلم أن تلك الفتاة قد قررت وحزمت أمرها وتزوجت بغيرك، وأنشأت لنفسها حياة زوجية مستقرة، ونسيت حبك لها، والذي عليك أنت في المقابل أن تعاملها بالمثل، أدخل تلك الفتاة طي النسيان، ولا تفكر فيها لأنها لا تستحق ذلك، ولأنها متزوجة فكيف تفكر بامرأة لها زوج، وكن حازما في أمرك ولا تكن تلك المرأة أشد حزما منك.

- كثرة التفكير في تلك الفتاة وعدم البحث عن غيرها، هذا من اللهث وراء السراب الخادع، والأولى بك أن تبحث عن غيرها، فالعمر يمضي عليها، والفتيات الصالحات كثيرات، وإذا استعنت بالله وتوكلت عليه ستجد خيرا عظيما.

- أما قولك عن العلاقة مع تلك الفتاة وأنك كنت صادقا معها، وكنت تعاملها على أساس أنها أختك وليست حبيبك، ولأنها غدرت بك فأنت تدعو عليها، أقول -أخي الكريم- هذا التفكير وما تقوم به من الأمور العجيبة التي لا يدري كيف وصل بك الحال إلى هذا، أعلم أن صدقك في الحب لها لا يعني ضرورة أن تبادلك هي نفس الشعور، ثم لعل لها ظروفا جعلتها أن تتزوج بغيرك، كما أن الله لم يقدر لك الزواج بها، ويجب عليك التسليم لقضاء الله وقدره، ثم ما الفائدة من التذكر لها وهل يمكن تعود لك مرة أخرى وهي الآن متزوجة، ولا يجوز لك شرعا الدعاء عليها لأن هذا من الظلم، ولن يستجيب الله دعاءك لأنك تدعو بإثم، ثم ما فائدة الدعاء عليها، ألا يوجد طريق في قلبك للصفح والعفو عنها ونسيانها.

راجع الأمر مليئا، وحاول جاهدا بالبحث عن فتاة أخرى للزواج بها، وأشغل نفسك بالقراءة والذكر، ولا تفكر في تلك الفتاة مطلقا، فهذه عوامل تساعدك على نسيان تلك الفتاة، وأبشر بالخير -بإذن الله تعالى-.

كان الله في عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً