الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات خوف ترتفع فيها نبضات قلبي.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم.

عانيت منذ فترة من أعراض جسمانية دخلت على أثارها المستشفى، وتم عمل الفحوصات اللازمة، وتم تشخيص الحالة على أنه قلق بسيط، أخذت بعض الأدوية لمدة شهر، وقال لي الطبيب إني لا أحتاج إلى علاج آخر، إلا أنني أحس وكأنني في حلم، مع بعض الأعراض مثل كأن عندي مشكلة في التنفس.

أعاني أحيانا من نوبات خوف ترتفع فيها نبضات قلبي، أخذت أدوية مثل نودبرين واندرال، وعندما أتناولها أحس ببعض التحسن، وهذه الأعراض ليست دائمة، كان الطبيب قد كتب لي الدوجماتيل، أخذته من نفسي، ولكن بصفة متقطعة وعندما أتعرض لضغوط أعاني من صعوبة النوم، وأفكر في الأمر.

أصلي -والحمد لله- وأعلم أنه ما أصابني لم يكن ليخطئني وما أخطأني لم يكن ليصيبني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عطية عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: بالفعل أنت تعاني من أعراض قلق - كما هو واضح في وصفك - وأعتقد أن حالتك بسيطة، والقلق أحيانًا قد يؤدي إلى أعراض جسدية، مثل الضيق في التنفُّس، أو الشعور بالكتمة، والوخز في الصدر، وأعراض القولون العصبي، الصداع... هذا كله قد يتأتَّى في بعض الأحيان من القلق، والقلق - أيضًا - قد يؤدي إلى شيء من عُسر المزاج، وهي درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي.

أخي الكريم: أنا أريدك أن تُعالج نفسك بنفسك، وتحزم وتُصِرّ أنك يمكن أن تتغيَّر، ويمكن أن تكون إيجابيًا، خاصة فيما يتعلَّق بأفكارك ومشاعرك وأفعالك.

لابد أن تجعل نمط حياتك إيجابيًا، هذا مهم - أخي الكريم - تُكثر من التواصل الاجتماعي، استمتع بعملك وكن شخصًا مُنتجًا، كن دائمًا فعّالاً في أسرتك، شارك الناس مناسباتهم الاجتماعية.

بهذه الكيفية - أخي الكريم - تصرف انتباهك من الأعراض، ومن المهم جدًّا أن تمارس أي نوع من الرياضة - المشي، الجري، السباحة - أي رياضة متاحة أعتقد أنها سوف تفيدك، وتفيدك كثيرًا جدًّا.

هذا هو خط العلاج الأساسي، وأريدك أيضًا أن تُعبِّر عن نفسك، لا تكتم ولا تحتقن نفسيًا داخليًا - أخي الكريم -؛ لأن الكتمان يؤدي إلى الاحتقانات النفسية السلبية، والتفريغ عن النفس أمرٌ طيب.

واحرص - أخي - على صلواتك وحافظ عليها في وقتها، والدعاء، وتلاوة القرآن والذكر، وأن تكون دائمًا شخصًا متفائلاً، إيجابيًا في كل شيء، هذا - أخي الكريم - هو العلاج الأساسي.

بالنسبة للأدوية: أنا أرى أن دواء بسيط مثل الـ (موتيفال) سوف يكون جيدًا بالنسبة لك، وهو متوفر في مصر وزهيد الثمن، تناول حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة صباحًا وحبة مساءً لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وأرجو أن تنتظم في هذا العلاج البسيط، وإن شاء الله تعالى يفيدك، لكن أهم منه أن تُطبِّق ما ذكرته لك من إرشاد.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121)، والعلاج السلوكي للقلق: (261371 - 264992 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً