الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأني غريبة عن نفسي وعن كل ما حولي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري ٢٠ عاما، ملتزمة منتقبة -الحمد لله-، وكنت ملتحقة بمعهد إعداد الدعاة، وأحفظ القرآن، وأدرس عقيدة، فجأة في رمضان شعرت وكأني ميتة غير مستوعبة لما يحدث حولي، وبكاء لاإرادي، ووساوس متعلقة بالعقيدة وبالله، ووجع أسفل الظهر، وصداع، كل الأعراض ذهبت ما عدا شعوري أني غريبة، كأني لا أعرف من أنا، ودائمة التفكير لا أستطيع التجاهل.

ذهبت للدكتور النفسي وأعطاني ابيكسدون ١ملجم مرة في اليوم، ومودابكس ٥٠ مل حبة كل يوم، وانافرونيل ٢٥ملجم مرتين في اليوم، وظللت شهرا ونصف أتعاطى الدواء ولا أشعر بأي تحسن، أشعر كأن كل شيء حولي غير واقعي، أستغرب من صوتي، تعبت من هذا الشعور!

أرجوكم، أريد علاجا لحالتي، تعبت من كثرة التفكير واللاواقعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية الأعراض هي أعراض اكتئابية - أختي الكريمة - الشعور بأنك في حالة موت، وفقدان إحساس: هذه أعراض اكتئاب، وأعراض الوسواس القهري قد تكون جزءًا من الاكتئاب، وكذلك أعراض القلق، 30% من الذين يُعانون من أعراض مرض الاكتئاب يُعانون من أعراض القلق، فأيضًا عندك أعراض القلق.

وطبعًا - يا أختي الكريمة - العلاج هو علاج دوائي في المقام الأول وعلاج نفسي، ويجب في نهاية الأمر أن نعرف المرض الأساسي، هل هو اكتئاب أم وسواس قهري؟ لأن العلاج في الحالتين يختلف، إذا كانت الحالة حالة اكتئاب فإن العلاج يكون بمضادات الاكتئاب، وأحيانًا المريض قد يُعطى مضادًا للاكتئاب ولا تحصل معه استجابة، أو تحصل استجابة جزئية، فهنا يتم رفع الجرعة إلى أقصى حدٍّ، أو يتم تغييره بعد مرور شهرين إلى دواء آخر، ويستحسن ألَّا يكون من نفس الفصيلة.

الأدوية التي تستعملينها - أختي الكريمة -: الـ (ابيكسدون) هو الرزبريادون - الاسم العلمي - وهو مضاد للذهان. ليس عندك ذهان، لكنّ الإبيكسدون يُعطى أحيانًا بجرعاتٍ صغيرة لعلاج الوسواس القهري الذي لا يستجيب لمضادات الاكتئاب، وأنا أرى أن أعراض الوسواس القهري عندك ليست بالشديدة.

أما الـ (مودابكس) واسمه العلمي (سيرترالين) فهو من فصيلة الـ (SSRIS)، وهو مضاد للاكتئاب، ومضاد للوسواس القهري، ولكن جرعة خمسين مليجرامًا قد لا تكون كافية. أحيانًا ترفع الجرعة إلى مائة، ومائة وخمسين مليجرامًا.

والـ (أنفرانيل) خمسة وعشرين مليجرامًا - حبتين في اليوم - جرعة صغيرة جدًّا، ولا تفيد في الغرض.

إذًا تحتاجين إلى مراجعة العلاج مرة أخرى مع الطبيب، وقد يقوم بزيادة الجرعة، وقد يقوم بإضافة دواء آخر حسب التقدُّم في هذه الحالة، وقد يضيف لك مكوّنا علاجيا نفسيا، أحيانًا أعراض القلق والوسواس القهري المصاحبة للاكتئاب قد تستجيب للعلاجات النفسي - العلاج السلوكي المعرفي - مع العلاج الدوائي.

إذًا - أختي الكريمة - هناك علاج، وبإذن الله تعالى يحصل تحسُّنًا، وتزول الأعراض، ولكن عليك المتابعة المستمرة مع الطبيب النفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً