الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكار سلبية وخوف وشكوك تُخيّم عليّ، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.
عندي أفكار سلبية وخوف، وأتمتم في الكلام، وإذا حصلت مقابلة بيني وبين شخص آخر أرتبك وأحس فيه، وارتجاف في الأمعاء مثل المغص، وإذا ذهبت إلى المناسبات أحسُّ أنّ الناس كلها تنظر إليّ، وأجد لديّ شكوك بأن الناس تتكلم فيّ.

أرجو أن تصف لي علاجاً؛ حيث أني أخجل من الذهاب للطبيب النفسي، مع العلم أن لديّ نظرة سوداوية، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما الذي يجعلك يا أخي الكريم تكون صاحب نظرة سوداوية، فالإنسان قد كرمه الله ونحن في نعم عظيمة مهما تكالبت المشاكل وتجمعت، فالحياة طيبة، والإنسان يمكن أن يتخير ما هو إيجابي في أفكاره ومشاعره وسلوكه، فلا أريدك أبداً أن تجعل لهذه النظرة السوداوية سبيلاً لحياتك، كن إنساناً نشطاً، كن متفاعلاً، كن إيجابياً، كن نافعاً لنفسك ولغيرك.

والعلة التي تعاني منها ليست صعبة العلاج، الذي أراه أنه ربما يكون لديك شيء بسيط من الخوف الاجتماعي، والقلق عند المواجهات، وهذا هو الذي يؤدي إلى موضوع التأتأة، وأنك تحس أنك مستهدف من قبل الآخرين، ويأتيك هذا النوع من الخجل الاجتماعي، ففكرة الخجل نفسها يجب أن تحقرها، ويجب أن تتفاعل مع الناس، ويجب أن تحسن الظن.

أخي الكريم هنالك تطبيقات عملية لو طبقتها سوف تتخلص من هذه المشكلة.

أول شيء تقوم به هو أن تصلي في المسجد مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة ترفع الحرج والخوف الاجتماعي عن الإنسان هذا أمر مجرب؛ لأن المسجد مكان آمن وطمأنينة، ومن يرتادونه كلهم إن شاء الله من أهل الخير والصلاح، لا أحد يستهزئ بك، لا أحد يستنقصك، فيا أخي الكريم هذه نقطتي الأولى.

النقطة الثانية: أن تشارك الناس في مناسباتهم، الأفراح والأطراح، هذا كله يجب أن تلتزم التزاماً قاطعاً بتلبيته، وزيارة المرضى، وأن تذهب وتخرج وترفه عن نفسك في المجمعات التجارية، أن تذهب مع صديق لتناول وجبة من الطعام خارج المنزل مثلاً من وقت لآخر، أن تنظم لأي جمعية ثقافية اجتماعية مثلاً، هذا هو العلاج، وأنصحك أيضاً بأن تمارس الرياضة، خاصة رياضة المشي أو رياضة الجري سوف تفيدك كثيراً.

إذاً هذه الطرق العلاجية السلوكية الاجتماعية الرئيسية، وأبشرك أيضاً أنه توجد أدوية ممتازة، هنالك دواء يسمى سيرترالين، واسمه التجاري زوالفت، ويسمى أيضاً لسترال، وربما تجده تحت مسمى تجاري آخر في البلد الذي تعيش فيه، يمكنك أن تتناول هذا الدواء بأن تبدأ بجرعة نصف حبة، أي 25 مليجرام، تتناولها ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة، أي 50 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم تتوقف عن تناول الدواء، الدواء سليم جداً وفعال جداً، وهو من أفضل الأدوية التي تزيل القلق والخوف الاجتماعي، ويا أخي الكريم التأتأة حاول أن تتكلم بصوت مرتفع، تعلم تجويد وترتيل القرآن، هذا يجعلك تتعلم مخارج الحروف ومداخلها بصورة صحيحة، وحاول أخي الكريم أن تربط بين التنفس والكلام، دائماً حاول أن تملأ صدرك بالهواء قبل أن تتكلم، هذا أيضاً فيه منفعة كبيرة جداً لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب Youssef

    جزاكم الله كل خير والله نصائحكم تفيدني كتيرا شكرا لكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً