الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب الهلع والفزع الذي أجده عند قيامي من النوم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي استشارة نفسية، منذ فترة آخذ علاجا نفسيا، لي سنين آخذ سيبرالكس 10 ملجم، واريبركس 10 ملجم، ومساء فالدوكسان 10 ملجم، ارتحت كثيرا وتحسنت، حيث أنني كنت أعاني من قلق ووساوس، وهلع وفزع وخوف غير معلوم -والحمد لله- تحسنت كثيرا، علما أنني أحيانا يتناوبني خوف غير معلوم، ولكن -بحمد الله- يتم السيطرة عليه.

للتوضيح أكثر: أنا منقطع منذ فترة عن جميع تلك الأدوية، حيث أن دواء فالدوكسان لم أجده في المملكة العربية السعودية، ولا أعلم بديلا، وتركت العلاج ككل، والآن يحدث لي شيء جديد عندما أكون سهرانا، أو لم أنم، أو لم آخذ راحتي في النوم، وعندما أذهب لأخلد للنوم أستيقظ فجأة، ولا أعلم أين أنا!! وضربات قلبي سريعة جدا، وأنتظر دقائق إلى أن أعي أين أنا، وأجد نفسي في الغرفة أو خارج غرفتي بدون شعور، بعد دقائق أعي وأفهم أين أنا، ويبدأ القلب يعود للمعدل الطبيعي، والأمور تسير بوضع طبيعي.

هي حالة مزعجة، ولا أفهم سبباً لحدوثها، وأتمنى أن أفهم لماذا تحدث؟ وللمعلومية أنا أستيقظ كثيرا في الليل وقت النوم لشرب الماء، أو أي أمر آخر، وأحيانا أستيقظ مفزوعا، أو خائفا من شيء غير معلوم، ومن يراني وأنا مستيقظ يقول تكون خائفا ثم بعد دقيقة تهدأ وترتاح، ولكن أكثر ما يزعجني هو عندما أكون لست نائما لفترة طويلة، أو لم آخذ راحتي في النوم، حيث أن من أهلي من يراني بهذه الحالة فيقول لي: تكون على وجهك أشد علامات الخوف والفزع، ولا نعلم لم أنت فزع أو خائف، لكن بعد دقائق تعود لوضعك الطبيعي، وفي الأغلب لا تحدث لي هذه الحالة إلا عند الإرهاق أو عدم النوم الكافي.

أريد من سيادتكم إفادتي، هل هذا موضوع خطير أم ماذا؟ لأني قلق جدا بشأنه، ولا أعلم مدى خطورته، وما هو الحل المناسب؟

جزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن حالتك معقولة جدًّا، وقد تحسَّنت، وبقي الآن نوبات الفزع هذه التي تأتيك وتستيقظ فجأة وتحسّ أن هنالك تسارعا في ضربات قلبك، ويكون إدراكك مضطربًا بعض الشيء، ثم تعود لوضعك الطبيعي.

أخي: هذه الحالات تحدث بالنسبة للذين يُعانون من القلق النفسي، هذا نُسمِّيه بالقلق المقنع، والذي يحدث هو زيادة مفاجئة في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي السبمثاوي، قد تُفرز كمية كبيرة من الأدرينالين بسبب القلق، وهذا يؤدي للظاهرة التي تحدَّثتَ عنها، وهي كثيرًا ما تكون مرتبطة - كما ذكرتُ لك - بالقلق، وكذلك الإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، وأنتَ تفضَّلتَ وقلتَ إنك لا تنام مرْتاحًا، وأعتقد أن ذلك قد ساهم في هذا الأمر.

أعتقد أن المطلوب هو أن تُنظِّم نومك، وتُحسن إدارة وقتك، وأن تتجنب النوم النهاري، أن تمارس الرياضة بكثافة، ألَّا تتناول أي مشروب يحتوي على الكافيين بعد فترة الساعة السادسة مساء، وأن تحرص على أذكار النوم، وأن تثبِّت وقت نومك. هذا مهم - أخي الكريم - وأن تستفيد من فترة الصباح، لأن البكور فيه خير كثير، والإنسان الذي يكون فعّالاً في الصباح دائمًا تجده في حالة استرخائية في بقية اليوم.

عليك بتكثيف تمارين الاسترخاء على وجه الخصوص، خاصة تمارين التنفُّس التدرجي، وقبض العضلات وشدِّها ثم إطلاقها، هذا سوف يفيدك كثيرًا، وإسلام ويب أعدَّت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن تطلع عليها وتحاول أن تتفهم كيفية تطبيق هذه التمارين، وتطبقها بحذافيرها، لأن ذلك سوف يعود عليك بخير كثير.

أخي: أريدُ أن أصف لك دواءً مختلفًا عن الأدوية التي كنت تتناولها، ولا أعتقد أنك سوف تحتاجه لفترة طويلة. الدواء هو (ريمارون)، والذي يُسمَّى علميًا (ميرتازبين)، تناوله بجرعة 15 مليجرام - أي نصف حبة - ليلاً، ساعتين قبل النوم لمدة شهر، ثم اجعل هذه الجرعة ربع حبة - أي 7.5 مليجرام - ليلاً لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عنه.

هذا الدواء سوف يُحسِّنُ كثيرًا من نومك، ويزيد من حالتك الاسترخائية، وهذه سوف تكون قاعدة إيجابية جدًّا لتنطلق من خلالها لتنظّم وقتك ونومك وكل حياتك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً