الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي أعاقني عن نشاطات الحياة

السؤال

السلام عليكم

أعاني منذ الطفولة من رهاب اجتماعي أعاقني عن كثير من أنشطة الحياة، عندما كان عمري ٢٧ عاما، جربت أن أضغط علي نفسي وأواجه المواقف الاجتماعية، ولكن بعد فترة انتكست، جربت تقبل نفسي على هذا الحال، وجربت منتجات الهندسة الحيوية، لعل وعسى، ومؤخرا جربت الباروكستين ولكن أعراضه من نعاس وكسل لا تطاق، لقد سئمت الحياة على هذا المنوال، فالكثير من الناس -وبخاصة الجنس الآخر- يسيئون فهمي، ولا أدري أي الأدوية أستعمل، وماذا أفعل.

أتذكر أني مررت بحالة اكتئاب خفيف منذ ٥ سنوات، وكتب لي الطبيب سيروكزات، ولكن أعراضه الجانبية كانت العكس تماما، من نشاط زائد وتنبيه لكل الحواس، ولا أمانع إذا كان سيساعد في حالتي، فهل يجدي السيروكزات مع الرهاب الاجتماعي؟ وما هي الجرعة؟ جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ا م م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

علاجك يتمثل في تحقير فكرة الخوف، وأنت لست بأقل من الآخرين ولست بأضعف منهم، وما كان في الماضي من سلبيات ليس من الضروري أن يتواجد الآن في الحاضر ولا في المستقبل، فيجب أن نغلق هذا الباب باب التركيز على الماضي وسلبياته، نعم الماضي لا ننكره، لا نستطيع أن نتغاضى عنه بالكلية نستفيد منه من أخطائه من سلبياته من إخفقاته من نجاحاته وهذه تكسبنا مهارات لنعيش الحاضر بقوة والمستقبل بأمل ورجاء كما ذكرت.

التواصل الاجتماعي مهم جداً، ومن أفضل سبل علاج الرهاب الاجتماعي هو صلة الرحم، والقيام بالواجبات الاجتماعية من مشاركة في دعوات وأفراح وأحزان وخلافها، وأن يكون لك نشاط اجتماعي منضبط مثل حضور حلقات تلاوة القرآن مثلاً مرة إلى مرتين في الأسبوع، أو أي نشاط على هذه الشاكلة بشرط أن يلتزم الإنسان بذلك، ولا بد أن تحرصي على النوم الليلي المبكر وتتجنبي النوم النهاري، لأن ذلك يجدد الطاقات، وأجمل وقت تستفيدين منه في حياتك هو فترة الصباح، الصباح فيه خير كثير، بورك لهذه الأمة في بكورها كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، والمواد الكيميائية البيولوجية الإيجابية خاصة على المستوى العصبي تفرز في فترة الصباح، فأحرصي على ذلك.

تطبيق تمارين الاسترخاء وهي بسيطة جداً، كتمارين التنفس التدرجي تؤدي إلى استرخاء الجسد وهذا ينتج عنه استرخاء النفس، وحين تسترخي النفس يقل القلق وحين يقل القلق تقل الرهبة، لأن أحد مكونات الرهاب الاجتماعي هو القلق.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فالأدوية متقاربة، أنا أعتقد أن هذه المرة يجب أن تتناولي عقار سيرترالين والذي يسمى استرال ويوجد منتج مصري جيد جداً يسمى مودابكس، الجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة أي 25 مليجرام تتناوليه ليلاً لمدة 10 أيام بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلاً لمدة شهر ثم اجعليها حبتين ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناوله، الدواء دواء فعال وممتاز وسوف تحسين بقيمته العلاجية الحقيقية بعد 6 أسابيع من بداية العلاج ولا بد أن تستصحبي تناول الدواء بالتزام بالإرشادات الاجتماعية والإسلامية والنفسية التي تحدثنا عنها.

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً